المقالات والبحوث

معرفة نور الإمام في التنفيذ بقلم الحاج الدكتور عماد الهلالي

معرفة نور الإمام في التنفيذ بقلم الحاج الدكتور عماد الهلالي
المصدر: واحة _ وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


معرفة نور الإمام في التنفيذ بقلم الحاج الدكتور عماد الهلالي

إن معرفة نور الإمام في النفس شيء مهم للغاية أكد عليه النبي صلى الله عليه وآله في أوائل بعثته، وعبر عنه بالولاية والإمامة.. وانها اول شيء في خلق الانسان ومنه خلق كل شيء آخر.

وجعل معرفة ذلك النور في نفسه مقدمة لمعرفة الله، فقال (من عرف نفسه فقد عرف ربه)  وليست هي النفس المتكونة من الجسد ولا الامارة بالسوء التي تُشعر الإنسان بأهمية ذاته، بل هو جزؤه المركزي ان صح التعبير، ومصدر وعيه وإيمانه، وقال الامام الحسين عليه السلام: (معرفة الله هي معرفة كل أناس إمامهم) وجعل الله الإمام هو السبيل الذي يسلك الناس فيه الى الله تعالى ويتدرجون فيه الى يوم القيامة (يوم ندعو كل اناس بامامهم) ..

فمعرفة نور الامام في داخل النفس شيء مهم..

والإنسان الذي يعيش في هذا العالم الحسي حوله وتقتحم على قلبه ملايين المؤثرات الحسية كل يوم وتتراقص الصور الذهنية في صفحة نفسه أنى له أن يدرك نور الإمام إلا بتوفيق الله تبارك وتعالى:

والنفس طبقات متراكبة فوق بعضها فمنها الذهن ومنها السر ومنها ما هو أخفى، وقد يلتقي الانسان مع امامه في سره ولا يراه في ذهنه، حين يكون في طاعة الله سبحانه فقلبه هنا مع الامام وبين يديه ولكنه لا يدرك ذلك، فينتفع به كما ينتفع بالشمس اذا ظللها الغمام.

وهناك منهجان في الشريعة لإدراك نور الإمام:


الأول هو منهج العام الذي يربي به أساتذة التربية تلامذتهم: وذلك بالانتباه إلى حالات النفس بين الطاعة والمعصية فيرى أن ثمة شيء موجود في الطاعة ويفقد في المعصية فينتبه اليه ولا يسميه لان الاسم يمنع فالاسم يدل العدو على المسمى والعدو هم المراؤون المنافقون الذين يسترقون السمع ويخدعون به المساكين، والناس لو عرفوا الاسم أذاعوه وإذا عرفوا المكان دلّوا عليه.

➿ الانتباه لحالات النفس في الطاعة والهداية والنور فيعرفونها بأسمائها النورية التي تدركها النفس ويجهل اللسان معناها (أنبؤوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين).

ومع كثرة انتباه الانسان لما يجول في سماء نفسه سيستأنس بتلك المدارك وتصبح لديه لغة باطنية ويستمتع برفقة الأنوار ويعرف معاني الملائكة والأنوار والجنة والحور والعسل والمسك والتسنيم... فيعرف جميع تفاصيل الآخرة في نفسه لا على نحو الصور الذهنية بل بما هي هي لا فرق بين الثبوت والإثبات الذي هو من علامات الدنيا دار الفراق.

 

والمنهج الخاص وهو لشيعة أهل البيت عليهم السلام وللذين يجتازون اختبار الولاية والتسليم لأولي الأمر، فيكفيهم الله القتال بتسليمهم لفضل إمامهم وأوامره ويجتازون تحت رايته العقبات، فيعرفون أنفسهم الباطنية بإمامهم الظاهر.

➿ لأن الله سبحانه لما علم ضعف أكثر الناس ومكر الأعداء وكيدهم وعلم أنهم يصعب عليهم العروج في سماوات النفس ومعرفة أنوارها ومحالها أنزل لهم تلك الأنوار إلى عالم الدنيا فكانوا أنبياء وأئمة فإذا انتبهوا إلى سيرتهم وكلماتهم ومواعظهم علموا ما في السماء (لأن ما هناك لا يُعرف إلا بما هاهنا) فمعرفة النفس تكون بمعرفة الإمام المفترض الطاعة ومتابعة منهجة ليتعرف باطن الانسان بما هو باطن على باطن الشريعة في وقت يعمل الظاهر بالظاهر حتى وان لم يلحظ ذلك الباطن بذهنه او يسمه بعنوانه اللفظي، وهكذا حتى ينال الخير من حيث لا يشعر، فإذا مات المؤمن الموالي المتابع لإمامه علم أي كرامة كان فيها.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار