المقالات والبحوث

المنهج العقلائي في المدرسة الكاظميّة بقلم: سماحة السيد عادل العلوي

المنهج العقلائي في المدرسة الكاظميّة  بقلم: سماحة السيد عادل العلوي
المصدر: واحة _ وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


المنهج العقلائي في المدرسة الكاظميّة

بقلم: سماحة السيد عادل العلوي

إن الإمام الكاظم عليه ‏السلام كما أعطى للنصوص الدينية قيمتها ومكانتها في الاجتهاد وفي إستنباط الأحكام الشرعية والتفقّه في الدين الحنيف، فكذلك كان يدعو إلى العقل والتعقل والعقلانيّة، ويستند في ذلك إلى القرآن الكريم، إذ كلامهم يطابق القرآن، فإنهما نور واحد من الواحد الأحد الفرد الصمد جلّ جلاله.

ومن أبرز النصوص الواردة عنه في بيان عظمة العقل والعقلاء، ما أوصى به تلميذه العبقري المتكلّم المفوّه، والخطيب اللّسن، والعالم الجليل، هشام بن الحكم، فإن رسالته الغرّاء ووصيته العصماء تشتمل على مواعظ بليغة، وحِكم رائعة، وأقوال جامعة، لا سيّما في العقل وجنوده، وفي العقلاء وعلاماتهم ودلائلهم، فاحتوت الرسالة على خصائص العقل والعقلاء ومزاياهم، كما إشتملت على أوثق الأدلّة على وجود الله ووحدانيته، وهي: خلق السماوات والأرض وإختلاف الليل والنهار، وجريان الفُلك، ونزول الماء من السماء، وبثّ الدّواب في الأرض، وتصريف الرياح، وتسخير السحاب.

فما أروع وصايا الإمام الكاظم عليه‏ السلام في بيان عظمة العقل ودوره في حياة الإنسان، وكيف، استدل على فضله بالآيات الكريمة.

ويعتبر هذا الحديث الشريف من أهمّ الثّروات الفكرية التي أُثرت عن الإمامعليه‏ السلام وقد شرحه جملة من الأعلام كالعلاّمة المجلسي في بيانات بحاره، في (مرآة العقول) وصدر المتألهين في شرحه على الكافي، والعلاّمة الطباطبائي قدس‏ سره في تعليقاته على البحار، والمحقّق الشيخ باقر شريف القرشي دام ظلّه في كتابه القيّم (حياة الإمام موسى بن جعفر عليه ‏السلام المجلد الأوّل) وغيرهم جزاهم الله خير جزاء المحسنين، وأنعم الله عليهم بسعادة الدنيا والآخرة، فما كتبناه[12] في شرح الحديث الشريف إلاّ إستطعاماً من مائدتهم المباركة، ونمير علمهم، ومعين كوثرهم.

ولا مناقشة في سند الحديث الشريف، فإن كل فقرة من فقراته مدعومة بالآيات القرانيّة وبالأحاديث الصحيحة والمعتبرة، فلم يكن فيه ما يخالف العقائد الصحيحة والحقّة، والأخلاق الطيبة والفاضلة، والأعمال المرضية والصالحة، والسلوك الحسن، والعلم النافع، بل كل فقرة من فقراته يدلّك ويخبرك نورها عن صدقها وحقيقتها، فإن على كل حقيقة نور يدلّ على صوابها وصدقها، فلا نقاش في السند وإن كان مرسلاً لكونه مرفوعاً، كما في (الكافي) و(تحف العقول) .

وبعبارة أُخرى: متن الخبر غير معارض لضروري عقلي أو ضروري شرعي، بل موافق لروح الشريعة الإسلاميّة ولروح القرآن الكريم وسنة الرسول الأعظم ومنهاج الأئمّة الأطهار عليهم‏السلام، ومطابق لما جاء في متون باقي النّصوص في هذا الباب وهذا ممّا يوجب الأخذ بالخبر، وإن ضعف السّند، كما إنّه مطابق للواقع الخارجي فيدلّ على الأخذ به والعمل على ضوئه، ونحتار هذا الملك، ونعبّر عنه بالعرفان الفقهي والفقه العرفاني فتدبّر

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار