المقالات والبحوث

بحث حول حديث المعرفة بقلم ... الشيخ علي حسن الغزالي

بحث حول حديث المعرفة  بقلم ... الشيخ علي حسن الغزالي
المصدر: واحة _ وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


بحث حول حديث المعرفة
بقلم ... الشيخ علي حسن الغزالي

قال الرسول(صلى الله عليه واله) يا علي لا يعرف الله إلا أنا وأنت يا علي لا يعرفني إلا الله وأنت يا علي لا يعرفك إلا الله وأنا

وللوقوف على هذا الحديث ينبغي منا أن نعرف المعرفة أولا حتى نستطيع أن نصل إلى معنى الحديث
وكما هو واضح انه صلى الله عليه وآله قال - لايعرفك ولا يعرف الله ولايعرفني -

المعرفة لغة : يقول ابن منظور: "عرف: العرفان: العلم... عَرَفَه، يَعْرِفُهُ، عِرْفَة وعِرْفاناً وعِرِفَّاناً وَمَعْرِفَةً واعترفه... ورجل عروفٌ: وعَروفة: عارف يعرف الأمور،

و في الاصطلاح عبارة عن المعرفة الحاصلة عن طريق المشاهدة القلبية، لا بواسطة العقل ولا التجربة الحسّية... وهذا اللون من المعرفة يحصل في ظلّ العمل المخلص بأحكام الدين، وهو الثمرة الرفيعة والنهائية للدين الحقيقي

والفرق بين العلم والمعرفة هو أن العلم بالأمور الكلية والمعرفة أخص لانها بذات الشيء أي أن بينهما عموم وخصوص مطلق
وهنا لو توقفنا على معنى المعرفة سنجد أنها حسب التعريف الإصطلاحي نلتزم بأمرين وهما :-

1 : المعرفة أما بذات الشيء وهنا تكون لايعرف ذات الله الا انا وانت ولايعرف ذات النبي إلا الله وانت ولايعرف ذات الإمام إلا الله والنبي الاكرم
2 : المراد منها الشهود والمكاشفة عن طريق القلب
ولكن لدينا ما لايلتزم بهذين الأمرين وهما :-

أولا : أن معرفة ذات الله عز وجل ممنوعة على الخلق لأن الخلق محدود وذاته غير محدودة فلا يعرف المحدود غير المحدود وهذا محال عقلا

ثانيا : إن المعرفة بالشهود و المكاشفة القلبية متوفرة للكثير من الذين ساروا في طريق الكمال فضلا عن الأئمة والأنبياء والمشكلة أن الحديث قد حصرها بين الله والنبي الأكرم ص والإمام علي وهذا أيضا لايلتزم به

ولحل الأشكال نقول عدة أطروحات :-

الأطروحة الأولى : قد يكون المقصود من المعرفة هي المكاشفة والشهود القلبي من جهة النبي ص والإمام شيء ومن جهة الله شيء آخر و النبي ص اراد الإشارة للجامع الكلي فتكون من جهة الله معرفة خاصة به ولايعلمها إلا هم ومن جهة النبي ص والإمام تمثل مرحلة من مراحل المعرفة لم يصل لها اي واحد من الخلق فنقول
أن المعرفة هي علم بالمعنى الأخص والعلم يقسم عند أهل المنطق إلى يقين و ظن

واليقين إلى ثلاثة مراتب، أشارت إليها الآيات 1 ـ 8 من سورة التكاثر والآية (95) من سورة الواقعة: (إنّ هذا لَهُو حَقُ اليَقِينُ)،
1 ـ علم اليقين: وهو الذي يحصل للإنسان عند مشاهدته الدلائل المختلفة، كأن يشاهد دخاناً فيعلم علم اليقين أن هناك ناراً.
2 ـ عين اليقين: وهو يحصل حين يصل الإنسان إلى درجة المشاهدة كأن يرى بعينه مثلاً النّار.
3 ـ حقّ اليقين: وهو كأن يدخل الإنسان النّار بنفسه ويحسّ بحرقتها، ويتصف بصفاتها. وهذه أعلى مراحل اليقين.

في الحقيقة أنّ المرتبة الاُولى ذات جانب عمومي، والمرتبة الثانية تختص بالمتقين، والمرتبة الثالثة تتعلق بالخاصين والمقربين،
فقد يكون النبي ص ناظر إلى هذه المرحلة وهي انهم وصلوا لمعرفة الله أي مرحلة المكاشفة هي مرحلة ( حق اليقين ) وهي لم يصل إليها أي واحد من الخلق

الأطروحة الثانية : إن العلم يقسم إلى ستة أقسام كما يصنفها العلامة الحلي قدس سره في كتاب حق اليقين ومن جملة هذه الأقسام العلم بالمعنى الأعم والعلم بالمعنى الأخص
وقد يكون أن ما وصل إليه أهل العلم بالله هو من باب العلم بالمعنى الأعم وما وصل إليه النبي الأكرم ص والإمام بالله تعالى بالعلم بالمعنى الأخص
وهذه الأطروحة أن قبلناها فلا تكون بعيدة عن الأولى بل الأولى أوضح وأكثر مقبولية
ولكن ذكرنا هذه الأطروحة للابتعاد عن بعض الإشكالات لا نريد الدخول بها

الأطروحة الثالثة : أنه سر خاص لايعرفه إلا الله والنبي الأكرم والإمام

اللهم صل على محمد وال محمد

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار