ثلاثة مراحل من حياة الإمام زين العابدين (ع) بعد نهضة أبيه سيد الشهداء (ع) : السيد سامي البدري

لم يدخر الحسين (ع) احدا من اهل بيته في يوم عاشوراء , واعطى كل ما يملكه لله تعالى ليقيم الحجة ويحفظ الرسالة الخاتمة ويبلور الموقف من ضلالة بني امية .

لكن الله تعالى شاء ان ان يهب للحسين بن علي (ع) تسع نجوم وكان اولهم ابنه علي (ع) حيث انجاه من القتل حين ألقى عليه مرض الذرب (ومرض يفسد المعدة) الذي اعاقه عن القتال والاشتراك بالمعركة دفاعا عن ابيه الحسين (ع) . وشاء ان يكون النسل الطاهر محفوظا منه حتى تسع ائمة آخر المهدي (ع)

وقد مرت حياة السجاد بثلاثة مراحل :

المرحلة الاولى : عندما وصل إلى المدينة اعتزل الحياة السياسية والاجتماعية ونصب خيمة خارج المدينة يندب اباه الحسين (ع) ويقيم المأتم عليه إلى جنب العبادة فكان يصلي باليوم والليلة الف ركعة . ويقضي حوائج الناس ويتصدق على فقرائهم . وقد دامت إلى ست او سبع سنوات .

المرحلة الثانية : مرحلة الانفتاح في المجتمع حيث انطلق فيها كمحدث يروي مآثر ومواقف ابيه علي (ع) ويتدرج مع الناس مع عبادته وزهده خلقه العالي الكريم. وكان ذلك قد تبلور عندما انقسم الناس له (ع) سماطين في طواف الحج حين جاء يستلم الحجر انشد الفرزدق في ذلك قصيدته المعروفة .

هَذا الَّذي تَعرِفُ البَطحاءُ وَطأَتَهُ
وَ البَيتُ يَعرِفُهُ وَ الحِلُّ وَ الحَرَمُ

مَنْ جَدُّهُ دَانَ فَضْلُ الْأَنْبِيَاءِ لَهُ
وَ فَضْلُ أُمَّتِهِ دَانَتْ لَهَا الْأُمَمُ

عَمَّ الْبَرِيَّةَ بِالْإِحْسَانِ فَانْقَشَعَتْ
عَنْهَا الْغَيَابَةُ وَ الْإِمْلَاقُ وَ الظُّلَمُ

كِلْتَا يَدَيْهِ غِيَاثٌ عَمَّ نَفْعُهُمَا
تَسْتَوْكِفُانِ وَ لَا يَعْرُوهُمَا عَدَمٌ

المرحلة الثالثة : بروزه كعالم وكفقيه ، وقيامه باصطناع التلاميذ بشكل تدريجي على نهج كتاب علي (الصحيفة الجامعة) الذي ورثه من ابيه الحسين (ع) ليمهد الخط والمسيرة لابنه الباقر ثم الصادق (ع) .