فضل المؤمن في أيام غيبة الامام (عج)، الشيخ حيدر اليعقوبي

قد وردت روايات عديدة في فضل المؤمنين أيام الغيبة , وخفاء الإمام (ع) عن الأنظار ، بشخصه أو بعنوانه ، وفي بعضها انه يكون للمؤمن يومئذ أجر مثل من قُتل معه (أي مع المهدي (ع) ) ، ويكون بمنزلة من يضرب معه بسيفه.
وفي الحديث عن الصادق (ع):
(من آمن بنا وصدق حديثنا وانتظر أمرنا , كان كمن قُتل تحت راية القائم , بل والله تحت راية رسول الله (ص)).
وفي حديث آخر عنه (ع) :
(من سرّه أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر , فان مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه ).
ويحسن أن نشير في المقام إلى أهمية مطالعة كتاب (وظيفة الأنام في زمن غيبة الإمام (ع)) للميرزا محمد تقي الأصفهاني , فانه ينفع - على صغر حجمه - في الالتفات إلى مسئولية الأمة عموماً والأفراد خصوصاً, تجاه إمامنا المهدي عجل الله تعالى فرجه ..
ومن هذه المسؤوليات المواظبة على زيارته (ع) والدعاء له (ع) , والتصدق عنه (ع) ..
ومنها إستشعار الحزن لفراقه (ع) , حيث نسمع في الحديث عن الصادق (ع) :
(ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ) ..
وينفع من هذه الناحية قراءة دعاء الندبة .
ومنها تجديد العهد والولاء له (ع) , وينفع هنا دعاء العهد .
ومنها - وهو الأهم - الإستعداد والجهوزية التامة لنصرة الإمام المهدي (ع) في أي وقت يظهر فيه , وهذا يقتضي أن يتهيأ المؤمن مادياً ومعنوياً , وأن يسعى للتكامل بمقدار ما يستطيع من جميع الجهات , حتى يكون جندياً جاهزاً في أية لحظة , لأن الظهور - كما في الروايات - يأتي بغتة وفجأة .
وفي الحقيقة فان كل مؤمن مطالب في زمان الغيبة , بنصرة الإمام المهدي (ع) , ومساعدته في نصرة الدين والمذهب الحق , فان المهدي (ع) ليس ساكتاً في غيبته, وإنما هو يتحرك بكل طريقة ممكنة لحماية الدين والمؤمنين , وهذا هو مضمون عدة روايات تؤكد أن الإمام المهدي (ع) ينفع الناس في غيبته , وأنه يحضر معهم , ويشاركهم المواسم والمناسبات .
وقد ورد في حديث الإمام (ع):
(فوربِّ علي إن حجتها عليها قائمة , ماشية في طرقها , داخلة في دورها وقصورها , جوالة في شرق الأرض وغربها, تسمع الكلام وتسلم على الجماعة , تَرى ولا تُرى إلى الوقت والوعد ونداء المنادي من السماء )
فليس من المناسب أن يجمد المؤمن ويخمل بحجة الانتظار , وإنما يجب عليه أن يؤدي دوره المناسب والممكن في زمانه ومكانه , ليكون جندياً فعلياً من جنود الإمام المهدي (ع) .