المقالات والبحوث

حفظ و نزاهة اللسان

 حفظ و نزاهة اللسان
المصدر: واحة _ وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


 حفظ و نزاهة اللسان 

المسلم نزيه اللسان ، فهو لا يلمز ، ولا يهمز ، ولا يشتم ، ولايهذر ، ولا يستغيب ، ولا ينمّ ، ولا يجرح ولا ... فاللسان كثير الجريمة ، إن لم تصدّه النزاهة وتلجمه بالصمت والسكوت والتفكير قبل الكلام ، واذا لم يلجمه الرجل بلجام من الصمت ، ربما أودى بصاحبه ، وأورده موارد الهلكة ، ولذا فإنّ الإنسان الثرثار عادةً ما يغلب عليه الهلاك ، ويثقل على الناس مجلسه . حيث إنّه يسيء إلى الغير وهو يظنّ أنّه يحسن .
فالقاذورات مهما كانت منتنة ، وكان تنفّر الإنسان منها أكثر ، فإنّها لا تبلغ عشر معشار ما يبلغه اللسان القذر ، إذ أنّ القذارة إنّما تولد جراثيم تسبّب الأمراض البدنية وأخيراً تؤدّي إلى هلاك رجل أو رجال .

أمّا اللسان فقد يجمح فيولد الجراثيم الروحية التي هي أفتك من جراثيم المرض بكثير حتّى يبلغ به الأمر أن يُهلك أجيالا وأجيالا .

من جانب آخر فإنّ أقلّ ما يناله كثير الكلام أن يعرف في المجتمع بالثرثرة والهذر .

كما إنّ أصغر حظّ الصموت هي الهيبة في القلوب وظنّ الناس فيه كلّ خير . فعن الإمام الرضا :
من علامات الفقه : الحلم والعلم والصمت ، إنّ الصمت باب من أبواب الحكمة ، إنّ الصمت يكسب المحبّة إنّه دليل على كل خير .

فما أكثر ما يندم المتكلّم ! وأقلّ ما يندم الصامت ! إنّ الإنسان الثرثار إذا أرخى زمام لسانه تعرّض لذكر الرطب واليابس ، وتوجّه إلى الصلاح والفساد ، وذهب مسالك الحقّ والباطل ، أمّا الساكت ، فإنّه وإن قصّر في نصرة الحقّ من جانب ، لكنّه لم يتكلّم بالباطل ولم يفسد في الأرض وكفى بذلك نفعا ً.

فعن الإمام الباقر : إنّ داود قال لسليمان : يا بني إيّاك وكثرة الضحك ! فإنّ كثرة الضحك تترك العبد حقيراً يوم القيامة .

يا بني عليك بطول الصمت إلاّ من خير . فإنّ الندامة على طول الصمت مرّة واحدة ، خير من الندامة على كثرة الكلام مرّات .

يا بني لو أنّ الكلام كان من فضّة كان ينبغي للصمت أن يكون من ذهب .

وقد قيل أتى النبي صلى الله عليه وآله أعرابي فقال له :
ألست خيرنا أباً واُمّاً وأكرمنا عقباً ورئيسنا في الجاهلية والإسلام ؟
فغضب النبي وقال : يا أعرابي ، كم دون لسانك من حجاب ؟!
قال : اثنان : شفتان وأسنان .
فقال : فما كان في أحد هذين ما يردّ عنّا غرب لسانك هذا ؟!
أما إنّه لم يعطِ أحد في دنياه شيئاً هو أضرّ له في آخرته ، من طلاقة لسانه .
يا علي قم فاقطع لسانه ، فظنّ الناس أنّه يقطع لسانه ، فأعطاه دراهم .

قال الإمام الصادق :
ما عبد الله بشيء أفضل من الصمت ، والمشي إلى بيته .

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار