المقالات والبحوث
فضل سورة ص، الشيّخ عماد الهلالي
فضل سورة ص، الشيّخ عماد الهلالي
إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ
من يقرأ سورة ص في ليلة الجمعة يكون مثل من يدعو جميع الأنبياء المذكورين في السورة إلى زيارته فيزورونه وينال من ثواب الله الذي أعطاه لأنبيائه لأنهم موجودون في بيته.
ذلك أن القرآن هو تنزيل للكتاب المبين وفي الكتاب المبين مقامات وأنوار جميع الأنبياء (عليهم السلام)، فمن يتلو القرآن يصبح كأنما يتجلى في الكتاب المبين فيه؛ لأن القرآن ليس فقط كتاب معرفة وعودة إلى الله بل هو كتاب تنزيلي وبتلاوته يتنزل الكتاب المبين في نفس القارئ بقدر انسجامه وانسجام عواطفه مع ما هو مذكور فيه من قصص الأنبياء وحُبّه لهم. وقد أمر الله سبحانه نبيه الكريم (صلى الله عليه وآله) أن يذكر لأمته في الكتاب الأنبياء السابقين فيجتمعون جميعاً في عالم الآخرة المهيمن على عالم الدنيا والذي يُفتح منه باب إلى الدنيا فيكون للمؤمنين وللأنبياء شفاعة وعطاء لمن يتعلق بهم [جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الأَبْوَابُ، مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ] (ص:50-51).
وليلة الجمعة ليلة مباركة تجتمع فيها الأرواح ويجمع الله فيها الأولين والآخرين، وهي اليوم الذي تقوم فيه القيامة فاغتنموه، واطرقوا الباب بيد الحب والرجاء فمن أكثر قرع باب الملك فتح له.
وعن الإمام الباقر عليه السلام قال: (من قرأ سورة ص في ليلة الجمعة أُعطي من خير الدنيا والآخرة ما لم يُعطَ أحدٌ من الناس إلا نبياً مرسلاً أو مَلَكاً مُقرّباً، وأدخله الله الجنة وكل من أحبّ من أهل بيته حتى خادمه الذي يخدمه وإن لم يكن في حد عياله ولا في حد من يشفع له).
فهنيئاً لمن اغتنم، وبؤساً لمن كسل وأهمل، وويل لمن أنكر واستكبر.
© Alhawza News Agency 2019