الصوم والحج

بقلم الشيخ عماد مجوت

وحيث كان الصوم مهيأ لاستجابة الدعاء ، كان التأكيد على أهم الأدعية فيه كاشف عن أهم ما ينبغي أن يسأله الصائم في دعائه .
والذي يطالع الأدعية الكثيرة الواردة في هذا الشهر الفضيل يجد اهتمامه بسؤال الحج ( اللهم ارزقنا حج بيتك الحرام ...) , بل التأكيد على تكرار الحج فيه ( في عامي هذا وفي كل عام ) . وهذا يشد الإنسان أكثر لمعرفة أهمية سؤال الحج في هذا الزمان الذي يكون فيه المؤمن ملازم للتقوى الموجبة لاستجابة الدعاء .
إذ يمثل الحج أهم معلم توحيدي يبرز حركة الإنسان من حين الخروج من بيته (الخروج من الدنيا ) بمفارقة الأهل والأموال , الى لبس ثياب الإحرام ( لبس كفنه ) , الذي يمثل حياة البرزخ والخروج من الدنيا بعمله فقط , مرورا بأعمال الحج التي تمثل منازل التوحيد التي تنتهي بخروج الإنسان معها من ذنوبه كيوم ولدته أمه , فالحج رجوع الى الفطرة .
فكان الدعاء طريق الحج , وكانت استجابة الدعاء لأجل التقوى , وكانت التقوى أثر للصوم , اللهم ارزقنا حج بيتك الحرام في عامنا هذا وفي كل عام .