المقالات والبحوث

محاولات خلق دوافع تعصب دينية ضد الحسين في الطف… الحاج الشيّخ عماد الهلالي

 محاولات خلق دوافع تعصب دينية ضد الحسين في الطف…   الحاج الشيّخ عماد الهلالي
المصدر: واحة - وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 

محاولات خلق دوافع تعصب دينية ضد الحسين في الطف… 

الحاج الشيّخ عماد الهلالي 

 

لقد كانت حجة الإمام الحسين (عليه السلام) على أعداءه واضحة جداً، وكان الوهن بيّناً عليهم فليس لديهم تبرير لما يفعلونه لا من حيث الدين ولا من حيث المروءة العربية ولا من حيث الإنسانية، بل كانوا في حضيض فقدان الكرامة وانعدام الإرادة الحرة وحضيض الانصياع للسلطان حتى بأكثر مما ينتظر من طاعتهم!.

 

ومن المؤكد أن بعض المتعصبين ضد الإمام الحسين يوم الطف كان قد لاحظ ذلك وخطورته وحاول معالجته لكي يتحمس الناس معه أو لكي يبرر لنفسه المبالغة في الحقد والانتقام بربطها باسم كبير من الأسماء أو بفتنة تشوش على الحجة الظاهرة. 

 

ومن محاولات خلق مبررات للقتال إثارة قضية عثمان بن عفان، وذلك أن عثمان كان قد أحدث .... (اقتطعنا هذا الجزء للتسهيل على القراء ومن أراده فهو في التعليق الثالث أسفل المنشور)..

 

وفي معركة الطف حاول بعض أتباع عمر بن سعد استغلال هذه الفتنة لخلق دوافع ضد الإمام الحسين (عليه السلام) وضد بعض جنوده وهي حيلة لا زالت مستعملة فبمجرد أن تتهم الخصم أن له موقفاً سيئاً من بعض الأكابر (الدينيين) تتضاءل حجته في أعين الناس ويغمضون عن برهانه، ومن تلك المحاولات:

 

ما رواه الطبري عن مقتل أبي مخنف عن خروج يزيد بن معقل ومناداته لبرير بقوله: يا برير بن خضير كيف ترى الله صنع بك؟ 

قال برير: صَنع الله -والله- بي خيراً وصنع الله بك شراً. 

قال: كذبتَ، وقبل اليوم ما كنت كذاباً، هل تذكر وأنا أماشيك في بني لوذان (لواذن) وأنت تقول إن عثمان كان على نفسه مسرفاً وأن معاوية ضال مضل وإن إمام الهدى والحق علي بن أبي طالب؟ 

فقال له برير: أشهد أن هذا رأيي وقولي

فقال له يزيد بن معقل: فإني أشهد أنك من الضالين. 

يريد يزيد أن يستغل التعصب لعثمان ضد برير والاستشهاد بالحال يومذاك بإظهاره كعقوبة من الله ضد خصوم عثمان، ولكن برير أراد أن يجعل الطف حجة أوسع من أن تكون لإدانة جيش عمر بن سعد، فدعاه للمباهلة على هذا، فقال له برير: هل لك فلأباهلك ولندع الله أن يلعن الكاذب وأن يقتل المبطل ثم اخرج فلأبارزك فخرجا فرفعا أيديهما إلى الله يدعوانه أن يلعن الكاذب وأن يقتلَ المُحِقُّ المبطلَ. 

ثم برز كل واحد منهما لصاحبه فاختلفا ضربتين فضرب يزيد بن معقل برير بن خضير ضربة خفيفة لم تضره شيئاً، وضربه برير بن خضير ضربة قدت المغفر وبلغت الدماغ، فخرّ كأنما هوى من حالق وإن سيف ابن خضير لثابت في رأسه..

 

ومنها ما رواه الصدوق في أماليه عن إبراهيم بن عبد الله أن برير بن خضير أو يزيد بن الحصين قال للحسين (عليه السلام): يا ابن رسول الله، أتأذن لي فأخرج إليهم، فأكلمهم. فأذن له فخرج إليهم، إلى أن قال: .. وهذا ماء الفرات تقع فيه خنازير السواد وكلابها، وقد حيل بينه وبين ابنه. فقالوا: يا برير (يزيد)، قد أكثرت الكلام فاكفف، فوالله ليعطش الحسين كما عطش من كان قبله. يقصدون بذلك عثمان بن عفان حين حوصر ومنع المحاصِرون عنه الماء، حتى أرسل إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) الحسن والحسين (عليهما السلام) ومعها الماء له ولأسرته.

فطلب الإمام الحسين (عليه السلام) منه أن يقعد فكلمهم بنفسه، واحتج عليهم، ولم يحتج بكونه هو من سقى عثمان، لأنهم لا يريدون جزاءً ولا شكوراً على مثل هذه الأعمال.

 

ومنها: ما تقدم من بطولة نافع بن هلال حين ارتجز في المعركة فقال: 

إن تُنكِـروني فأنا ابنُ الجَمَلي × دِيني على دِينِ حُسينِ بنِ علي

فقال له مُزاحِم بن حُرَيث: أنا على دِين "فلان"، يريد جعل دين علي ديناً شخصياً له أو عائلياً أو توجهاً فرعياً في الإسلام

فأجابه نافع: أنت على دِين الشيطان، ثمّ شَدَّ نافع عليه بسيفه فقتله، وصار يرتجز بعدها بقوله: 

أنا ابنُ هلال الجَمَليْ × أنا على دِيـن عليْ

ودِينُـه دِيـنُ النبي.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار