أخبار اسلامية

القبس السابع والعشرون من دعاء الندبة ((أَيْنَ الْمُرْتَجى لإِزالَةِ الْجَوْرِ وَالْعُدْوانِ أَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ وَالسُّنَنِ))

القبس السابع والعشرون من دعاء الندبة     ((أَيْنَ الْمُرْتَجى لإِزالَةِ الْجَوْرِ وَالْعُدْوانِ أَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ وَالسُّنَنِ))
المصدر: واحة - وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 

القبس السابع والعشرون من دعاء الندبة 

 

((أَيْنَ الْمُرْتَجى لإِزالَةِ الْجَوْرِ وَالْعُدْوانِ أَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ وَالسُّنَنِ))

 

يحدثنا المقطع الأول (أَيْنَ الْمُرْتَجى لإِزالَةِ الْجَوْرِ وَالْعُدْوان) من هذه الفقرة من الدعاء المبارك عن الرجل الإلهي الذي ينتظره الناس لأنْ يزيل عنهم ما تراكم من جور السلاطين وظلم الظلمة والمعتدين.

 

فيما يحدثنا المقطع الذي يليه (أَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ وَالسُّنَنِ) عن نفس الرجل الإلهي الذي ادخرته السماء ليقوم بمهمة بث روح الحياة في فرائض الله وسنن أنبيائه. 

 

فهذان المقطعان يتحدث احدهما عن مرتجى أهل الأرض ليسوي العدل ويقيم القسط و يتحدث المقطع الآخر عن مدّخر السماء الذي غيبته الإرادة الإلهية لزمان قررته هي ليقوم بمهمة بث الحياة في روح الدين.

 

وكأنّ هذين المقطعين يحكيان لنا حالة الانتظار عند الناس وحالة الادخار عند السماء، فكما أنّ الناس ينتظرون من يقيم لهم العدل فإنّ السماء تنتظر من الناس أنْ يتهيأوا لترسل لهم رجلها الذي ينفخ الحياة في ميّت الفرائض والسنن، فتقوم برفع الجور والظلم عن الصارخين لطلب النجدة بإظهار المغيّب.

 

فالمرتجى ليس شخصاً وهمياً ولا خرافة نسجها الأمل الفارغ ولا أطروحة علمية لجأت إليها الثقافة ولا إفراز واقع عَصَرَ الناس فأنتج الانتظار بل إنّما المرتجى مدلول يعبّر عن شخص موجود ومعروف بمشخصات كثيرة ينتظر الناس قدومه ليرفع عن كاهلهم أعباء ما راكمته السنين من جور وانتهاكات وتسلّط.

 

فيما يفيد ادخار هذا الرجل الإلهي، انّه اخفي وغيّب عن الناس لموانع تمنعه عن اداء مهمته في تطبيق فرائض الله وسنن أنبيائه فلم يكن من بد ولا من بديل في أنْ تلجأ السماء إلى وسيلة الإخفاء والادخار في زمن الشدة لتظهرها في زمن يكون المدّخر سبباً للرخاء.

 

وما أجمل أنْ يعبر الدعاء بـ(المرتجى) عندما يعكس لحن خطاب الناس وشوقهم للإمام المهدي (عجل الله فرجه) فيما يعكس لحن خطاب (المدّخر) وظيفة سماوية في إخفاء الإمام (عجل الله فرجه) وقد تحدثت جملة من الروايات الشريفة عن هذه الحالة:

 

فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: 

((المهدي من ولدي تكون له غيبة وحيرة تضل فيها الأمم يأتي بذخيرة الأنبياء فيملؤها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً)).

 

وعن الإمام المهدي (عجل الله فرجه) أنه قال: 

((اللهم احجبني عن عيون أعدائي... إلى أنْ تأذن لي في ظهوري وأحيي بي ما درس من فروضك وسننك))

 

فيما يحدثنا عن هذا مقطع آخر من دعاء زمن الغيبة حيث يقول: 

((...وَأَصْلِحْ بِهِ مَا بُدِّل مِنْ حُكْمِكَ وَغُيِّرَ مِنْ سُنَّتِكَ حَتَّىٰ يَعُودَ دِينُكَ بِهِ وَعَلَىٰ يَدَيْهِ غَضّاً جَدِيداً صَحِيحاً لاَ عِوَجَ فِيهِ وَلاَ بِدْعَةَ مَعَه..ًُ)).

 

فهذه المقاطع النورانية تتحدث عن تلك الحقيقة الندبية التي ادخرتها السماء مخفيّة، لترتجى من قبل المؤمنين لإحياء فرائض الله وسننه وإزالة براثن الجور وظلمه.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار