أخبار المراجع والعلماء

المرجع اليعقوبي يؤكد على معرفة حق نعمة دين الإسلام وولاية أهل البيت (ع)ودعوة الناس لها ويدعو الى الحفاظ على أصالة الهوية الإسلامية

المرجع اليعقوبي يؤكد على معرفة حق نعمة دين الإسلام وولاية أهل البيت (ع)ودعوة الناس لها ويدعو الى الحفاظ على أصالة الهوية الإسلامية
المصدر: واحة - وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 

المرجع اليعقوبي يؤكد على معرفة حق نعمة دين الإسلام وولاية أهل البيت (ع)ودعوة الناس لها ويدعو الى الحفاظ على أصالة الهوية الإسلامية

 

استقبل سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) جمعاً من المستبصرين الأوروبيين المقيمين في ألمانيا بمكتبه في النجف الأشرف.

وبعد الترحيب بالضيوف في رحاب الأئمة المعصومين (عليهم السلام) والدعاء لهم بمزيد من التوفيق والتسديد ألقى سماحته (دام ظله) كلمة اشار فيها  إلى عدة أمور:

 

1 - معرفة واستشعار عظمة ما أنعم الله تعالى به علينا من الهداية إلى دين الإسلام وولاية أهل البيت (عليهم السلام) فهي من أجلّ النعم وأعظمها التي سيسألنا الله تعالى عن أداء حقها وعن تعظيمها وشكرها.. (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (التكاثر:8).

 واستشهد سماحة المرجع (دام ظله) برواية عن موسى بن جعفر [1](عليه السلام)  بين  فيها على عِظَم نعمة ولاية أهل البيت (عليهم السلام)والتي لا يمكن ان يكون بإزائها ثمن مهما كان كبيرا..  ثم خاطب سماحته الحضور:

 واعتقد ان كل واحد منكم لو أٌعطي ذلك الثمن المذكور في الرواية لما تخلى عن ولاية أهل البيت (عليهم السلام) . فتفاعل الحاضرون مع هذه الالتفاتة وأجهش بعضهم بالبكاء.

 

2 – الالتفات إلى حقوق هذه النعمة وأولها الشكر القولي والقلبي - باللسان والمشاعر- والعملي بإتباع سيرتهم والعمل بتعاليمهم والتحدث بها ونشرها ودعوة الناس اليها، قال تعالى (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) (الضحى:11).

 

3 – وهذه النقطة تفريع على النقطة السابقة: ان التحدث بهذه النعمة ودعوة الناس اليها يتطلب معرفة بها واطلاعاً على سيرتهم وأخلاقهم وعلومهم ومعارفهم (سلام الله عليهم) ولابد من تخصيص جزء من الوقت لذلك.. وقد حثّ الأئمة (عليهم السلام) شيعتهم على التفقه في الدين ومعرفة الأحكام الشرعية وجعلوه فريضة على كل مسلم. وفي هذا السياق ذكر سماحته الرواية التالية:

روى أبو الصلت الهروي قال (سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) يقول: رحم الله عبداً أحيا أمرنا، فقلت له: فكيف يحيي أمركم قال: يتعلم علومنا ويعلمها الناس فان الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا)[2]. 

 

وأوصى سماحته (دام ظله): عموم المؤمنين المغتربين بجملة من الوصايا العملية:

#الأولى: الالتزام بالقوانين المعمول بها في البلاد التي تعيشون فيها والتي شرّعت لحفظ مصالح الناس والدولة وعدم الإخلال بها، مع مراعاة عدم الوقوع في المعصية.

 

#الثانية:  السعي لتحصيل التفوق في مجالات العلم والعمل والأخلاق والسلوك حتى تكونوا سفراء حقيقيين للإسلام والمسلمين ودعاة مؤثرين بأفعالكم قبل أقوالكم في الآخرين وفي ذلك حديث للإمام أبي عبد الله (عليه السلام) (ليس منا ولا كرامة من كان في مصر فيه مائة ألف أو يزيدون، وكان في ذلك المصر أحدٌ أورع منه)[3] .

 

#الثالثة: أن تعيشوا مجتمعين ومتقاربين وتأسسوا تجمعات وتشيّدوا المساجد والحسينيات والمراكز والمؤسسات الإسلامية لتحيوا بها الشعائر الدينية وتقيموا فيها صلوات الجماعة والجمعة وبذلك تحافظوا على هويتكم وثقافتكم ودينكم وأخلاقكم، اما اذا تفرقتم داخل المجتمعات غير الملتزمة فإنه يؤدي الى تذويب الدين والأخلاق ولو على مدى الأجيال اللاحقة فاحذروا ذلك .

وفي نهاية كلمته حث سماحته (دام ظله) الضيوف على استثمار أجواء التحدي الذي يعيشونه هناك للعمل على حفظ الهوية الإسلامية وإبراز معالمها .. فوجود التحديات والضغوطات يرفع الهمة ويثير الحماس للعمل والنشاط المثمر.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

[1] - روى الشيخ الطوسي (رضوان الله تعالى عليه) في كتابه الامالي بسنده عن الامام الهادي (عليه السلام) عن ابائه عن موسى بن جعفر (صلوات الله عليهم أجمعين) قال : أن شخصاً جاء إلى أبيه الامام الصادق (عليه السلام) وشكا اليه الفقر فنفى الامام (عليه السلام) كونه فقيراً فحلف ذلك الرجل بأنه فقير فقال (عليه السلام) (خبّرني لو أعطيت بالبراءة منّا مائة دينار ــ والدينار يساوي مثقالاً من الذهب ــ كنت تأخذ؟ ــ أي تتبرأ من ولايتنا بهذا الثمن ــ قال: لا ــ وبدأ الامام يزيد المبلغ ــ إلى أن ذكر الامام (عليه السلام) ألوف الدنانير والرجل يحلف أنه لا يفعل، فقال عليه السلام له: من معه سلعة يعطى بها هذا المال وهو لا يبيعها هل هو فقير؟)  

[2] - معاني الاخبار: 180

[3] - وسائل الشيعة: ج15 / ص 245

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار