أخبار اسلامية

قبس من كتاب #النوران_الزهراء_و_الحوراء للسيد عادل العلوي

 قبس من كتاب #النوران_الزهراء_و_الحوراء  للسيد عادل العلوي
المصدر: واحة - وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 

قبس من كتاب #النوران_الزهراء_و_الحوراء

للسيد عادل العلوي 

 

ولو بحثنا في كتاب الله الكریم الذي نزل مهیمناً علی غیره من الكتب التي سبقته، لوجدنا فیه آیات تبیّن فلسفة الخلقة وسرّ الوجود، ففي آیةٍ یبیّن سبب خلق الكون فیقول عزّ من قائل:

 

﴿وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ﴾.

 

فسخّر لنا ما في السماوات والأرض لكي نصل إلی كمالنا، وكأنّ هذا الوجود خلق لأجل مخلوق فیه ألا وهو الإنسان[5]، فكان العالم التكویني هو الإنسان الكبیر كما كان الإنسان هو العالم الأكبر، وهذا المخلوق هو أكرم من في الوجود وأشرف المخلوقات، فلذا امتدح الخالق نفسه عندما خلق هذا الإنسان، فقال تعالی:

 

﴿فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾.

 

فهذا یدلّ علی عظمة الإنسان وكرامته علی الله تعالی، حتّی صرّح في كتابه الكریم بهذه الكرامة، فقال سبحانه:

 

﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾.

 

فترتیب هذه الآیات الكریمة  التي هي كلام الحقّ سبحانه وتعالی یظهر لنا أنّ سرّ وجود الكون هو خدمة الإنسان، وإنّما استحقّ هذه الخدمة لأنّه أشرف المخلوقات وأكرمها، ولكن ما هي الحكمة من صیرورة الإنسان أشرف وأكرم من في الوجود؟ فیأتي الجواب قرآنیاً في آیة صریحة تبیّن سرّ وجود الإنسان وفلسفة خلقته فیقول أحسن الخالقین:

 

﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾.

 

فاتّضح بهذه الآیة الكریمة سرّ الوجود جمیعه وفلسفة الخلقة لهذا الخلق العجیب.

 

إذن وجد الإنسان لیعبدالله سبحانه، ولازم عبادة الله أن یكفر بالطاغوت، ولازم العبادة المعرفة، فقوله تعالی: ﴿لِيَعْبُدُونِ﴾ أي لیعرفون، كما ورد عن الإمام الباقر×، فالمقصود من خلق الإنسان هو أن یعرف ویتكامل ویصل إلی قاب قوسین أو أدنی من ربّه، لأنّه محبوب لربّه، وهذا ما أشار إلیه الحدیث القدسي: «خلقت الأشیاء من أجلك وخلقتك من أجلي»، فطوبی لمن عرف قدر نفسه، وطوبی لمن وقف علی الحقیقة فترك الغفلة وعاش في ذكر ربّه لیلاً ونهاراً.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار