المقالات والبحوث

أشراقات مهدوية .. كيف نؤمن بأن المهدي(عليه السلام) قد وجد ؟

أشراقات مهدوية .. كيف نؤمن بأن المهدي(عليه السلام) قد وجد ؟

إعلم أن جميع المسلمين متفقون على خروج المهدي في آخر الزمان ، وأنه من ولد علي وفاطمة(عليهما السلام) ، وأن اسمه كاسم النبي(صلى الله عليه وآله) والاخبار الآتية المشتمل بعضها على أكثر روايات أهل السنة والبعض الآخر على جملة من روايات الشيعة.
فالاعتقاد بالمهدي(عليه السلام) هو من ملة الاسلام ومتواتراته بل وضرورياته ولا خلاف فيه بين المسلمين ، وإنما اختلفوا في أنه هل ولد أو سيولد ؟ فالشيعة وجماعة من علماء السنة على أنه ولد وإنه محمد بن الحسن العسكري( عليهما السلام) ، وأكثر اهل السنة على أنه لم يولد بعد وسيولد . والحق هو القول الاول ، ويمكن الاستدلال عليه من خلال الادلة التالية:
الاول/ الدليل العقلي: فهو حكم العقل بوجوب اللطف على الله تعالى ، وهو فعل مايقرب الى الطاعة ويبعد عن المعصية ، ويوجد إزاحة العلة وقطع المعذرة بدون ان يصل إلى حد الإجبار لئلا يكون للناس على الله حجة وتكون له الحجة البالغة ، فالعقل حاكم بوجوب ارسال الرسل وبعثة الأنبياء ليبينوا للناس ماأراد الله منهم من التكاليف المقربة من الخير والمبعدة عن الشر ويحكموا بينهم بالعدل، وأن يكونوا معصومين من الذنوب منزهين عن القبائح والعيوب لتقبل أقوالهم ويؤمن منهم الكذب والتحريف ، وكما يجب ارسال الرسل من قبل الله تعالى يجب نصب أوصياء لهم يقومون مقامهم في حفظ الشريعة وتأديتها الى الناس ونفي التحريف والتبديل عنها، والحكم بين الناس بالعدل وإنصاف المظلوم من الظالم ، ويجب عصمتهم عما عصم منه الانبياء للدليل الذي دل على عصمة الانبياء بعينه ، ولقوله تعالى خطابآ لإبراهيم(عليه السلام) (إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين) وغير المعصوم تجوز عليه المعصية فيكون ظالما لنفسه ، ويجب ان يكون نصبهم من الله تعالى لا من الناس لإن العصمة لايطلع عليها إلا الله تعالى ، ولان ايكال ذلك إلى الناس مؤد إلى الهرج والمرج ووقوع النزاع والإختلاف وحصول الفساد ، فوجوب القول بوجود إمام معصوم في كل زمان منصوب من قبل الله تعالى ، وقع أجمع المسلمون على أن الائمة الأثني عشر ليسوا بهذه الصفات، فوجب القول بأن أصحاب هذه الصفات هم الائمة الإثنا عشر وإلا لزم خلو العصر من إمام معصوم وقد ثبت بطلانه.

الثاني/ الدليل العلمي:
يتكون من تجربة عاشتها أمة من الناس فترة أمتدت سبعين سنة تقريبا وهي فترة الغيبة الصغرى من خلال النواب الاربعة الذين يمثلون همزة الوصل بين القواعد والامام وهذه القواعد تلاحظ أن هذه المراسلات والتوقيعات والرسائل كانت ترد من الامام المهدي(عليه السلام) بخط واحد وسليقة واحدة طيلة نيابة النواب الاربعة ولايمكن لاكذوبة ان تعيش سبعين سنة.
وهكذا نعرف ان ظاهرة الغيبة يمكن ان تعتبر بمثابة تجربة علمية لاثباب مالها من واقع موضوعي والتسليم بالامام المهدي( عليه السلام) بولادته وحياته وغيبته واعلانه العام عن الغيبة الكبرى التي أستتر بموجبها عن المسرح ولم يكشف عن نفسه لاحد.

الثالث/ الدليل النقلي:
فهو نص النبي(صلى الله عليه وآله) ، عليه وبعده الائمة (عليهم السلام ) واحدا بعد واحد.
قال الشيخ المفيد عليه الرحمة في الارشاد : وقد سبق النص عليه في ملة الاسلام من نبي الهدي عليه الصلاة والسلام ، ثم من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ونص عليه الائمة (عليهم السلام ) واحدا بعد واحد إلى ابيه الحسن العسكري عليه السلام ، ونص أبوه عليه عند ثقاته وخاصته وشيعته ، وكان الخبر بغيبته ثابتا قبل وجوده ، وبدولته مستفيضا قبل غيبته ، وهو صاحب السيف من أئمة الهدى عليهم السلام ، والقائم بالحق المنتظر لدولة الايمان ، وله قبل قيامه غيبتان إحداهما أطول من الاخرى كما جاءت بذلك الاخبار التي بلغت من الكثرة والانتشار بلغت أكثر من مائتين وسبعين رواية مأخوذة من أشهر الكتب عند الشيعة والسنة.
فأما الغيبة القصرى منهما فمنذ وقت مولده إلى إنقطاع السفارة بينه وبين شيعته وعدم السفراء بالوفاة ، وأما الطولى فهي بعد الاولى وفي آخرها يقوم بالسيف . قال تعالى (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين) . وقال جل اسمه ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون ) . وقال رسول الله( صلى الله عليه وآله) لن تنقضي الأيام والليالي حتى يبعث الله رجلا من اهل بيتي يواطيء اسمه اسمي يملأها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا. وقال عليه السلام: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا من ولدي يواطيء اسمه اسمي يملا الارض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار