المقالات والبحوث
الإسلام ودوره في بناء الشخصية الإنسانية .... السيدة خديجة نموذجا
بقلم ام منتظر الكاظمي .. جامعة الزهراء ع / النجف الاشرف
ان بناء ركائز الشخصية الإنسانية في هذه الدنيا عملية مهمة للفرد ركز عليها ديننا الحنيف فبناء شخصية الفرد مقدمة لبناء المجتمع بشكل عام وتنظيم العلائق والروابط وتتحدد الحقوق والواجبات وتزدهر الفضائل والمكارم
واهم جانب ركزت عليه الشريعة هو جانب العقيدة لان تقوية هذا الجانب ينتج شخصية تتمتع بعقلية هادفه وسلوك قويم ثابت في كل الظروف والمحن فان آثار العقيدة الصحيحة ليست في الآخرة فقط بل هي آثار نتلمسها على واقع حياتنا فتهدينا الى سلوك صحيح وتصنع لنا واقعا سعيدا (ربنا آتتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقينا عذاب النار)1
وهذا ما نستشرفه في عقيدة المسلمين الأوائل إذا انهم ثبتوا مع الرسول (ص)حتى انتصر الإسلام ودخلوا مكة وحطموا
اصنامها فأهل مكة لم يصمدوا امام قوة الايمان والعقيدة الزاحفة أليهم لان المسلمين كانوا يتدرعون بعدة النصر وهي تلك العقيدة الناصعة البيضاء
وهذه العقيدة تمثلت في شخصية حقانية هي السيدة خديجة (رض)
تلك المرآة التي لها مقام عال عند الله عز وجل حيث ورد أنه نزل جبرائيل على الرسول ص يسأله عن خديجة (ع)فلم يجدها فقال: إذا جاءت فأخبرها ان ربها يقرئها السلام) ٢
نعم هذا هو مقام السيدة خديجة رضوان الله عليها
واما في عقيدتها الثابتة والراسخة فقد قال عنها رسول الله ص :
(صدقتني اذ كذبتني الناس وواستني بمال اذ حرمني النا ورزقني الله منها الولد اذ لم يرزقني من غير ها)3
بعقيدتها الراسخة بذلت الغالي والنفيس في طريق الر سالة فلم يبق شيء إلا وقد وضعه تحت تصرف رسول الله ص
طالبة بذلك الكنز والربح الوفير والعطاء العظيم في الاخرة
فقد كانت ثابتة منذ الساعات الأولى للبعثة ولم تزلزل عقيدتها رغم كل الظروف فقد عاضدت رسول الإنسانية وساندته في تقوية الجبهة الداخلية للمؤمن فكانت مثلا اعلى يحتذى به الجنس البشري اذا اراد الرفعة في الدنيا والفوز بالاخرة
. نعم فالسيدة خديجة ليست امراة فحسب وانما عقيدة راسخة وفكر لامع وقلب عاشق لله , يتحرك ضمن ايقاع سماوي ترتقي به حتى يصل الى مرحلة ان الله يرسل لها السلام الخاص حبا لها وشوقا اليها.
فلتكن هذه السيدة الاسوة والمثل الاعلى لكل النساء وفي كل الساحات
1) البقرة 21
2) روضة الواعظين ص269
3) 3شجرة طوبى ج2ص233
© Alhawza News Agency 2019