أخبار اسلامية

القبس الثاني من دعاء_الندبة

القبس الثاني من دعاء_الندبة
المصدر: واحة - وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 

القبس الثاني من دعاء_الندبة 

 

((بَعْدَ أَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ فِي دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنيا الدَّنِيَّةِ وَزُخْرُفِها وَزِبْرجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَعَلِمْتَ مِنْهُمُ الوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَقَرَّبْتَهُمْ وَقَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ العَلِيَّ وَالثَّناءَ الجَلِيَّ))

 

تتحدث هذه الفقرة من دعاء الندبة عن جملة من المطالب ذات أبعاد مختلفة نذكرها إجمالاً ضمن المحاور التالية:

 

١) الجانب الأخلاقي: و فيه تتحدث عن فضيلة الزهد والوفاء بالعهد وعن الرؤية الإلهية للدنيا وأن هذه الدنيا الموصوفة بأنها أدنى مراتب الوجود تمتاز بظاهر جميل براق مزخرف جذاب، يأخذ بالألباب ويصرف الإنسان عن باطنها الدني الذي يبعد المؤمن عن القرب الإلهي فيما لو اتخذها مستقراً، و انطلق منها لتحقيق الأهداف الضيقة، فهذه الجواذب تبعد الإنسان عن هدفه الأسمى و هو السمو الروحي والتعالي على زخرف وزبرج الدنيا.

 

٢) عالم الذر: حيث تتحدث هذه الفقرة عن عالم الذر والمشارطة مع الله سبحانه وتعالى قبل خلق الكون والمشار إليه في قوله تعالى: 

((وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا))

سورة الأعراف/الأية ١٧٢  

فترشدنا هذه الفقرة إلى تلك الحقيقة المعرفية التي يجب الإيمان بها من أن ما ناله محمد وآل محمد وغيرهم من الرسل والأنبياء والعلماء وما رأيناه وسنراه من فضائل وكرامات إنما هو نتيجة لتلك المشارطة الملكوتية الإلهية التي حصل فيها اتفاق بين الذوات المقدسة بالتنازل عن هذه الدنيا وكل ما فيها من أجل دين الله ومن أجل الأخذ بالناس إلى الهداية.

 

٣) الجانب العقائدي : حيث تتحدث هذه الفقرة  عن علم الله سبحانه وتعالى الكامل الشامل لكل شيء، حيث يعكس لنا مقطعاً عقائدياً في غاية الروعة في تصويره لعلمه سبحانه بالوفاء لأهل البيت (عليهم السلام)  و الرسل و الأنبياء (عليهم السلام) بما شرطوا وعاهدوه تعالى.

والمقطع بمجمله وما يتحدث عنه يشكّل لنا لوحة فكرية عقائدية أخلاقية عن حياة أهل البيت (عليهم السلام) في هذه الدنيا والعوالم التي سبقتها، لكي تعطي لمن يجهل بأهل البيت (عليهم السلام) جزءاً من حقيقتهم، ويصور له الحوار الذي دار بين رب العزة والجلالة وبين أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و الرسل والأنبياء (عليهم السلام) عن الدنيا وما فيها، وليس عن جزءٍ في هذه الدنيا أو منصب إذا ما قيس بما في الدنيا بأكملها لا يعدو قطرة في بحر، ومع ذلك فهم رفضوا كل الدنيا من أجل دين الله وهداية الناس، بينما نجدنا نحن نرفض الهداية والدين من أجل أحقر ما في هذه الدنيا.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار