أخبار اسلامية

في رحاب القرآن آیة الله الشهید السید محمدباقر الصدر:

  في رحاب القرآن آیة الله الشهید السید محمدباقر الصدر:
المصدر: واحة - وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 

 في رحاب القرآن (٢)

 

???? آیة الله الشهید السید محمدباقر الصدر:

 

الالفة والخمول والضياع سبب نفسي، إذا انتشرت هذه الحالة النفسية، حالة الخمول والركود والالفة والضياع في قوم، في مجتمع، حينئذٍ يتجمّد ذلك المجتمع؛ لأنّه سوف يصنع إلهَهُ من واقعه، سوف يحوّل هذا الواقع النسبي المحدود الذي يعيشه إلى‏ حقيقة مطلقة، إلى‏ مَثَل أعلى‏، إلى‏ هدف لا يرى‏ وراءه شيئاً.

وهذا في الحقيقة هو ما عرضه القرآن الكريم في كثير من الآيات التي تحدّثت عن المجتمات التي واجهت الأنبياء. حينما جاء الأنبياء إلى‏ تلك المجتمعات بمُثُل عليا حقيقية ترتفع عن الواقع وتريد أن تحرّك هذا الواقع وتنتزعه من حدوده النسبية إلى‏ وضع آخر، واجه هؤلاء الأنبياء مجتمعات سادتها حالة الالفة والعادة والتميّع، فكان هذا المجتمع يردّ على‏ دعوة الأنبياء ويقول بأ نّنا وجدنا آباءنا على‏ هذه السنّة، وجدنا آباءنا على‏ هذه الطريقة ونحن‏ متمسّكون بمثلهم الأعلى‏، سيطرة الواقع على‏ أذهانهم وتغلغُل الحس في‏ طموحاتهم بلغ إلى‏ درجة تحوِّل هذا الإنسان من خلالها إلى‏ إنسان حسي لا إلى‏ إنسان مفكر، إلى‏ إنسان يكون ابن يومه دائماً، ابن واقعه دائماً لا أبا يومه ولا أبا واقعه، ولهذا لا يستطيع أن يرتفع على‏ هذا الواقع.

استمعوا إلى‏ القرآن الكريم وهو يقول: «قَالُوا بَلْ نَتّبعُ ما ألفَينا عَلَيهِ آبَاءَنا أوَ لو كَان آباؤُهُم لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً ولَا يَهتدُونَ» (البقرة: ١٧٠).

.. يستعرض القرآن الكريم السبب الأول لتبنّي المجتمع هذا المثل الأعلى‏ المنخفض. هؤلاء بحكم الالفة والعادة وبحكم التميّع والفراغ وجدوا سنّة قائمة، وجدوا وضعاً قائماً فلم يسمحوا لأنفسهم بأن يتجاوزوه، جسّدوه كمثل أعلى‏ وعارضوا به دعوات الأنبياء على‏ مرّ التاريخ‏.

 

???? المدرسة القرآنية (موسوعة الشهيد الصدر ج‏١٩)، ص ١٢٢.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار