أخبار اسلامية

خطيب جمعة بغداد: المرجعية تحذر من خطر عظيم محدق بالعراق إذا ما أصرت الكتل المستكبرة على تجاهل دعوات الإصلاح

خطيب جمعة بغداد: المرجعية تحذر من خطر عظيم محدق بالعراق إذا ما أصرت الكتل المستكبرة على تجاهل دعوات الإصلاح
المصدر: (واحة) وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف

خطيب جمعة بغداد: المرجعية تحذر من خطر عظيم محدق بالعراق إذا ما أصرت الكتل المستكبرة على تجاهل دعوات الإصلاح

نقل امام وخطيب جمعة بغداد الشيخ عادل الساعدي في خطبة الجمعة، تحذير المرجعية الدينية من خطر عظيم محدق بالعراق إذا ما أصرت الكتل المستكبرة على تجاهل دعوات الإصلاح، معتبراً ان بعض الجماعات الاسلامية تنصلت عن مبادئها وانتمائها للهوية الاسلامية من اجل مصالح دنيوية، واصفاً الكتل الكبيرة بتصويتها على قانون سانت ليغو 1.7 إنما هو قانون يحفظ لهم بقاءهم في السلطة وهيمنتهم على مقدرات هذه الأمة، داعياً السياسيين الشرفاء والوطنيين إلى حراك سياسي لردع المتسلطين عن أنانيتهم واستحواذهم، مطالبا من الشعب بكافة أديانه ومذاهبه وقومياته ومثقفيه لأن يولدوا ضغطاً يردع الساسة المستخفين بشعبهم غير الآبهين لدعواته الاصلاحية.
وقال الشيخ عادل الساعدي من على منبر جامع الرحمن في المنصور بالعاصمة بغداد، ان "الانتماء إلى الهوية والاعتزاز بها من علامة الصدق وعدم النفاق وإن أصل التمسك وعدم التلون أمارة الإيمان وأما من يتلون مع كل ظرف فهؤلاء في الحقيقة لا إيمان لهم وللأسف اليوم نجد في مسارات بعض الجماعات الاسلامية ما يؤشر عليها ضعف انتمائها لهويتها والتنصل عن مبادئها من أجل مصالح دنيوية وطمعا في كسب ود غير المتمسكين بالشريعة السماوية فأخذت تغير من عناوينها وتستبدلها بعناوين فضفاضة وكل هذا يكشف عن ضعف الرؤية التي يعتقدها هؤلاء كما هو كاشف عن ضعف التربية الاخلاقية التي ربى انفسهم عليها العاملون".
وعن تظاهرات أهالي الكرادة بسبب انتشار الملاهي ومشارب الخمور، بين الساعدي "نحن نعتقد من غير شك أن الفشل فشل الافراد وهم من يتحمل مسؤولية الأداء المخزي وتغيير العناوين لن يجدي نفعاً في تغيير الاوضاع بل هو باب للدخول من جديد للسرقات والفشل بعناوين جديدة إذاً فالالتزام سبب للعطاء وسبب للنجاح ، والدين دافع كبير لإعطاء افضل النتائج وبناء حياة كريمة أما التنازل عنه ومحق الهوية الاسلامية فهو سبب في الفشل وتردي الحياة الكريمة ، وان هذه الانهزامية من أجل المصالح فتح الباب أمام ادعياء الحرية ومروجي سلوكيات التحلل إلى الاستخفاف بالدين والتعدي على المنظومة الدينية والأخلاقية وخنوع الجماعات الدينية وتخاذلها عن تطبيق وظيفتها الدينية، أدى بالناس إلى تظاهر أهالي الكرادة يوم أمس بسبب انتشار الملاهي ومشارب الخمور ودور الفجور والكوفي شوب ظاهراً والدعارة باطناً ومحلات القمار انتشاراً واسعاً من دون اجازات ورقابة ، وللأسف أن هذه الدور تقع تحت حماية كثير من المسؤولين العسكريين والسياسيين والمتنفذين وكل هذا دفع بالناس إلى التظاهر لحفظ كرامتهم والخوف على أبنائهم واعرافهم  وما صار الحال هذا إلا بسبب المجاملات السياسية والمغازلات النفعية والتنصل عن الهوية الإسلامية".
واشار الساعدي "إننا على يقين إن انتشار جرائم الخطف والسرقات في العراق وخصوصاً في بغداد ازدادت طردياً مع ازدياد هذه المحال والدور فحماية المجتمع وتوطيد أمنه يبدأ من معالجة هذه المشكلة المتفاقمة ولتأخذ الدولة ومؤسساتها دورها في ايجاد الحلول وتنظيم الفوضى بدلا من تكفل المجتمع الحل فينعدم الاستقرار فليس التطور والتحضر بالانفلات ولا بإطلاق العنان للغرائز ولا بالتنصل عن الأخلاق الكريمة بل الالتزام يدفع بصاحبه الى الابداع فإن مجتمع الرذيلة ينتج الجريمة".
ودعا الساعدي من الشباب الواعي واصحاب الاختصاصات الاجتماعية إلى "اعداد دراسات واحصائيات مقارنة بين المجتمعات المنفلتة والمحافظة ولو نسبيا ومعدلات الجرائم فيها وذات البلدان في ازمنة مختلفة كما هي عليه قبل مائة عام مثلاً وسيجد الباحث مع كل انتشارٍ لدور الرذيلة زيادة الجرائم والتعدي وحالات الخطف والاغتصاب ، وليست دعوتنا هذه لأسلمة المجتمع وتدينه بالإكراه بل للحفاظ على منظومة المجتمع الأخلاقية ونزاهته السلوكية وحفظ أمنه الاجتماعي والسلوكي".
وبخصوص الوضع السياسي في العراق، قال الساعدي ان "الوضع العراقي المأزوم والذي يتمثل بانحصار العراق في عنق الزجاجة يُنبئُ عن خطورة المستقبل ويستدعي الجميع شعبا وحكومة أن يلتفتوا إلى خطورته ، فإن ازمات العراق بدلا من أن يبدأ عدّها التنازلي في حدتها نجده وللأسف أكثر خطورة وارتفاعاً في مؤشر الأزمات كما ونوعاً الأمر الذي استدعى بالمرجعية الدينية الرشيدة لسماحة آية الله الشيخ محمد اليعقوبي أن تخاطب الأمة العراقية بخطاب مملوء بالألم والتوجس والخيفة لمستقبل أخطر من حاضره وماضيه".

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار