الصانع مؤتمن فليحفظ أمانته
بقلم الاستاذ عماد الهلالي

يؤجر بعض أصحاب المحلات التجارية والمكتبات عاملاً يشتغل بدلاً عنه في بعض ساعات العمل أو كلها ويسمى (الصانع)، وتجد أحياناً أن هذا الصانع يبيع بأغلى من الأسعار الطبيعية ليأخذ الزيادة في السعر لنفسه، أو يعامل الزبائن بتكبر ولا يبالي إذا لم يعودوا إلى الشراء من ذلك المحل الذي يشتغل فيه، أو يرتكب ذنوباً في محل العمل مما يقطع الرزق.. وغيرها من الأمور التي تضر بصاحب المحل الأصلي على المدى القريب أو البعيد.
وقد يكون الشكل البسيط لعقد الإجارة بين صاحب المحل والصانع يتضمن الاتفاق على البيع بدلاً منه، وقد يجد الصانع عذراً شرعياً وفق ذلك الشكل البسيط من العقد ليبيع بأعلى من الأسعار الحقيقية، ولكن هذا التصرف مخالف لعقد ضمني وعرفي آخر وهو استئمان صاحب المحل للصانع على محله، فيكون كل تصرف منه مضر بسمعة المحل وكل عمل منفر للزبائن خيانة لتلك الأمانة.
ومن المهم الحفاظ على الأمانة في المجتمع لأن رفعها منه يؤدي إلى ابتلاءات اجتماعية كبيرة، وكثير من التعاملات بين الناس تتضمن الأمانة فأنت حين تشتري من الصيدلي أو بائع الكتب أو بائع السلع أي شيء تستأمنه على كثير من الأمور التي يمكنه أن يدخلها في العنوان العام للشيء المباع دون أن تدري وقد لا يذكر لك بعض الأمور المضرة بك ويكتفي بصحة البيع لأنك رأيت السلعة أو طلبت عنوانها دون أن تدري بأمور متعلقة بها قد تلحق الضرر بك.