المقالات والبحوث

من الطبيعي أن يسعى المتديّن لعمل ما يقرّبه إلى الله سبحانه، ويؤهّله لرضاه، ولنيل المزيد من الأجر والثواب.

من الطبيعي أن يسعى المتديّن لعمل ما يقرّبه إلى الله سبحانه، ويؤهّله لرضاه، ولنيل المزيد من الأجر والثواب.
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية

 

الشيخ حسن الصفار 

 

ولأن الثقافة الدينية التقليدية تركز على ذكر فضل الأعمال العبادية والبرامج الشعائرية، لذلك يقبل المتديّنون عليها، ويتنافسون على المبادرة إليها، والقيام بها.

 

فصلاة النوافل، والصيام المستحب، وتكرار الحج والعمرة، وزيارة العتبات المقدسة، وإقامة الشعائر الحسينية، وبناء المساجد والحسينيات، كلّها أمور تشهد إقبالًا واهتمامًا كبيرًا من قبل جمهور المتديّنين، بسبب ما غرس في قلوبهم ونفوسهم من فضل هذه الأعمال، وما أعدّ الله للقائمين بها من أجر وثواب.

 

وينبغي لنا أن نسرّ ونفخر بالإقبال على هذه البرامج العبادية والشعائرية؛ لأنّها جزء لا يتجزأ من الدين، والإقبال عليها مكسب للحالة الدينية.

 

لكن الإشكال يكمن في تجاهل الثقافة التقليدية؛ لأهمية القضايا الأخلاقية والسلوكية، وضعف التركيز على دورها في بناء شخصية الإنسان المتديّن، وعدم تداول ما ورد من النصوص في فضلها وثواب وأجر التحلي بها.

 

مع أننا نجد كثيرًا من النصوص الدينية التي ترجّح بعض السلوكيات الأخلاقية على كثير من الممارسات العبادية، وتتحدث عن ثواب وأجر كبير عند الله سبحانه وتعالى لذوي الأخلاق الفاضلة والمواقف النبيلة.

 

وحين نقرأ حديث القرآن عن أهمّ صفات المؤمنين الصالحين، نرى الحضور المكثف للصفات الأخلاقية، إلى جانب السمات العقدية والعبادية، كالآيات الأخيرة من سورة الفرقان حيث بدأت بقوله تعالى: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً﴾، مروراً بقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً ﴾، وقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً﴾.

 

 

وجاء عن رسول الله "ص" أنه قال:«إن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة وشرف المنازل وإنه لضعيف العبادة».

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار