أخبار اسلامية
الصحةُ خَلق من خلق الله.. سماحة آية الله السيد هادي المدرسي
الصحة خلق من خلق الله تعالى.
وكذلك المرض، فهما -مثل أرواحنا وأجسامنا- مخلوقان.
فلا الصحة هي ذاتيّة ولا المرض كذلك.
ومن هنا فإنّك تقرأ في الدعاء المأثور عن سعد بن سعد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: كنت معه في الطواف فلمّا صرنا بحذاء الركن اليمان، أقام عليه السلام فرفع يديه، ثمّ قال: «يا الله اللّهم يا وليَّ العافية، وخالقَ العافية، ورازقَ العافية، والمنعم بالعافية، والمنّان بالعافية، والمتفضّل بالعافية عليَّ وعلى جميع خلقك يا رحمنَ الدنيا والآخرةِ ورحيمَهُا، صلي على محمّد وآل محمّد، وارزقنا العافية ودوام العافية، وتمام العافية، وشكر العافية في الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين».
هذا بالإضافة إلى أنّ الباري عزّ وجلّ هو الذي خلق خصائص الأشياء، كما أنّه تعالى هو الذي خلق أعيانها، فهو الذي جعل المشمش مشمشة، كما أنّه هو الذي خلقها.
وللباري إرادة خاصة في تأثير الأشياء خيراً أم شراً.
فالله خلق الأشياء، وهو خلق خصائصها..
وهو بعد ذلك يجعل هذا الشيء قادراً على أن يؤثّر بخاصيّته، أو يمنع تأثيره في هذا الشخص أو ذاك.
فليس هنالك تأثير ذاتي لأيّ شيء، كما أنّه ليس لأيّ شيء وجود ذاتي..
فذات الأشياء وخصائصها عدمية محضة، لولا إرادة بارئها..
من هنا تأتي ضرورة الدعاء والتضرّع إلى الله لكي تعطي الأشياء خصائصها الإيجابية عندما نأخذها.
فلولا إرادة الباري فربّما ينقلب الدواء داءً قاتلاً.. والعكس أيضاً صحيح، إذ يمكن أن يتحوّل الداء دواءً إذا أراده الله. فكم من سمٍّ قاتل نَفَعَ مَن أُصيب به، وكم من دواء نافع تحوّل إلى سم ناقع وقَتل صاحبه الذي استخدمه. فمع الدواء لابدّ من الدعاء حتّى يصبح الدواء نافعاً.
هذا بالإضافة إلى أنّ الدعاء وحده شفاء، ولولا أنّ الباري أمرنا أن نعالج الأمراض ونستخدم الأدوية لها لكان علينا أن نعالج مرضانا بالدعاء وحده.
وعلى أيّ حال فلابدّ أن لا ننسى التوجه إلى الله تعالى في أمورنا جميعاً، وخاصة في مسائل الطب والعلاج حيث تكون الخطورة أقرب.. فللّه -كما قال الإمام علي عليه السلام- سطوات ونقمات، فإذا نزلت بنا فلابد أن ندفعها بالدعاء، فإنه لا يدفع البلاء إلّا الدعاء.
© Alhawza News Agency 2019