المقالات والبحوث

لا يكون الانفاق الا من الحلال

لا  يكون الانفاق الا من الحلال
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية

بقلم الشيخ حيدر السعدي 

قال تعالى{الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [البقرة : 3]

الذي يمعن النظر في هذه الاية المباركة ، وفي جميع الايات التي مدحت الانفاق الصادر من المتقين او المؤمنين او المحسنين او المخبتين او من غيرهم يرى ان الايات لم تقل (والذين ينفقون) وانما قيدت ذلك الانفاق بقيد مهم وهو ( مما رزقناهم) 

فجميع من مُدح في القران الكريم بسبب انفاقه لم يمدح على مطلق الانفاق وانما مُدح لانه انفق مما رزقه الله .

 

وهنا قد يقال : ما معنى هذا القيد ، وما الحكمة منه ، وما هي اهميته ؟

وللاجابة عن هذا التساؤل ينبغي ان نعرف اولاً معنى (الرزق ) 

قال الشيخ الطوسي (قدس سره ) في التبيان : ( الرزق فهو ماللحي الانتفاع به على وجه لا يكون لاحد منعه منه وهذا لا يطلق إلا فيما هو حلال فأما الحرام فلا يكون رزقا لأنه ممنوع منه بالنهي ولصاحبه أيضا منعه منه ولأنه أيضا مدحهم بالانفاق مما رزقهم والمغصوب والحرام يستحق الذم على إنفاقه فلا يجوز أن يكون رزقا )

 

فتبين من خلال ما تقدم ان الرزق لا يكون الا حلالا ، واما ما كان حراما فلا يسمى رزقا ؛ لان من يضع يده على مال حرام يكون ممنوعا من التصرف به ، والرزق ما لانكون ممنوعين من التصرف به .

وعلى هذا الاساس لا يبقى مجال للقول بأن الشخص الذي يسرق وينفق مما سرقه يمكن ان يفيده انفاقه وبذله في شيء او ان الذي ينفق مما لا يملكه يثاب على انفاقه ذلك .

ونحن نعلم ان هذا السارق ، وغير المالك ممنوع من التصرف في هذه الاموال فهو يحاسب ويعاقب على انفاقها ، لا انه يثاب على ذلك الانفاق . 

 

نعم ما ابيح لنا التصرف به كيفما شئنا ، يمكننا انفاقه وان لم يكن ملكنا ، فهو رزق حلال ونثاب على انفاقه .

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار