المقالات والبحوث

المهدي المنتظر وأزمة الشعوب

المهدي المنتظر وأزمة الشعوب
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية

 

بقلم الشيخ عباس الناصري

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم، على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين.

 

* مرت وتمرُّ شعوب البشرية، بالكثير الكثير، من التحديات التي وقفت، معرقلةً جهود الأحرار من البشر، ممن يرومون دائما الحياة الحرة الكريمة، الحياة العادلة التي يسود فيها الأمن والأمان، الحياة التي يعيش فيها الفقراء والأغنياء معا، مستوريّ الحال، مطمئنيّ البال، عزيزيّ النفس، في أرض الله الطيبة.

 

* نعم هذا هو أمل الشعوب الحرة الأبية، الذي لطالما سعى أفذاذُ البشرية لتحقيق مقدماته، الأملُ الذي تغنى به بسطاءُ العالم، على أنغام اللقاء به ولو صدفة.

 

* قل لي عزيزي القارئ، هل يختلف إثنان من عقلاء البشر، على أن هذا هو أملُ الشعوب الأبية على مرّ الدهور؟! حتما لا.

 

* ومن هنا يتجه الشعور لا إراديا، إلى بصيص الأمل القائد، و إلى منقذ الغرقى الواعد، الذي ما فتئ الإنسان يحلم بقدومه المنير ولو من بعيد.

 

* فإذا رجعنا إلى أعماق التاريخ، وسألنا قلمه الناطق بصدق، عن القصص و الأحاديث، عن الحكايات والإنباءات، التي تحدثت عن الرجل الموعود، ذلك الرجل الذي يأتي في آخر الزمان.

 

* قل لنا يا قلم الصدق من هو؟ وإلى أيّ بيتٍ شريف ينتمي؟ 

متى يُقدِم ببشارة الصالحين، ممن تنبؤا بيومه الموعود؟

 

* سيجيبكم ذلك القلم، الصادح بالحق، والناطق بالصدق: إنه مهديُّ الأمم، ومحققُ حلمها الموعود.

 

* وأنه ورد عن عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال:

قال رسول الله (ص): (إن عليا وصيي ومن ولده القائم المنتظر المهدي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا إن الثابتين على القول بإمامته في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر، فقام إليه جابر ابن عبد الله فقال: يا رسول الله، وللقائم من ولدك غيبة؟ قال: أي وربي، ليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين، ثم قال: يا جابر إن هذا أمر من أمر الله، وسر من سر الله، فإياك والشك، فإن الشك في أمر الله عز وجل كفر)

 

* حينها ستنتهي أزمة الشعوب، بحضور المهديّ بين بسطاء القوم وأفذاذهم، وهم يتلذذون بدولته العادلة، ويستنشقون من خلالها عبقَ الحياة.

 

إنه أملُ الشعوب...

 

ليلة الخامس عشر من شعبان ١٤٤١هـ

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار