المقالات والبحوث

إضاءات معرفية في شهر الله الفضيل الحلقة الثامنة والعشرون

إضاءات معرفية في شهر الله الفضيل الحلقة الثامنة والعشرون
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية

بقلم الشيخ عباس الناصري 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى كما هو أهله، وصلى على نبيه وآله الطاهرين

** إضاءات معرفية في شهر الله الفضيل

* الإضاءة الثامنة والعشرون: اهميةُ الإنفاق في سبيل الله

 

# قال تعالى: (( الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ))(1). 

 

# ثقافة الإنفاق من أهم الثقافات الاجتماعية البنّاءة، ولذا حثّ عليها القرآن الكريم وبشتى الألسن والصياغات. كذلك الأحاديث والروايات كما سيأتي بإذنه تعالى.

 

# إن ممارسة الإنفاق أمرٌ مهم جدا؛ لأنه يربّي الإنسان على ثقافة البذل والعطاء، ويمنع الأنانية المقيتة. تلك الثقافة التي تحلّى بها النبيُّ وأهل بيته (صلوات الله عليه وعليهم). تلك الثقافة التي تدفع الأفراد والمجتمعات، نحو بناء الذات والوجود.

 

ولقد تحلّى كلُّ أنبياء الله بهذا الخُلق الكريم، وآخرهم وأفضلهم خاتم الأنبياء والمرسلين، وأهل بيته الأطهار (صلوات الله عليه وعليهم). حيث جسّدوا لنا، أفضل نماذج الإنفاق، وعلى اختلاف ظروفهم وأوضاعهم. عن إمامنا الباقر ( عليه السلام ): ( ولأن أعول أهل بيت من المسلمين، وأشبع جوعهم، وأكسو عورتهم، وأكف وجوههم عن الناس أحب اليَّ من أن أحج حجة، وحجة حتى أنتهى الى عشر مثلها ومثلها حتى انتهى الى سبعين)(2).

 

# ثم إن من المهم أيضا التنبيه على أن الإنفاق لايختص ببذل الأموال، بل هو يشمل البذل بكل أنواعه. قال تعالى: (( وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)). وقال تعالى:(( وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ))(3). وعن الصادق (عليه السلام): ( إن لكل شئ زكاة، وزكاة العلم أن يعلمه أهله)(4).

 

# ولنعلم جميعا بأن للإنفاق ثمرات وبركات، ورد ذكرُها على لسان أئمتنا (عليهم السلام).

منها: ( استنزلوا الرزق بالصدقة). ومنها: ( أن البر والصدقة ينفيان الفقر، ويزيدان في العمر، ويدفعان عن صاحبهما سبعين ميتة من السوء). وكذلك: ( داووا مرضاكم بالصدقة). وورد: ( الفقير هدية الله إلى الغني فإن قضى حاجته فقد قبل هدية الله وان لم يقض حاجته فقد رد هدية الله).

 

# أيُّها الأحبة، إن خُلق وسجية الإنفاق، في سبيل الله تعالى، قضيةٌ اختصَّ بها أهلُ الله تعالى، من المؤمنين بالغيب وبالآثار المادية والمعنوية، التي تترتب على الإنفاق، والتي تسابقوا فيها في حياتهم؛ لأنهم أدركوا أن الكمال في البذل والإنفاق. ولأنهم عقِلوا قولَه تعالى: (( مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ))(5).

 

والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين. 

 

عباس الناصري

الليلة الثامنة والعشرون من ليالي شهر رمضان المبارك من عام ١٤٤١هج

..................................

1- البقرة: 3.

2- الخصال: ج1 ص25.

3- البقرة: 219.

4- تحف العقول: 364.

5- البقرة: 261.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار