المقالات والبحوث

وقفات مع فقرات من دعاء الندبة.. مع أسئلة للمنتظرين (7)

وقفات مع فقرات من دعاء الندبة..  مع أسئلة للمنتظرين (7)
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية

بقلم الشيخ علي سلمان العقيلي

7: عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ أُجابَ دُونَكَ وَأُناغَى عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ أَبْكِيَكَ وَيَخْذُلَكَ الوَرى عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى،

 

  يا مولاي، أنه ليعز علي، أنني إذا دعوت أحدا في حاجة أجابني، وأنك لتدعوا تستصرخ شيعتك ومحبيك، وأهل الإنصاف من جميع البشر، ومنذ أوائل غيبتك (إلا هل من ناصر ينصرنا) فلا تجاب دعواك، ولا يلتفت إليك، 

 

  وأنه لشديد وصعب علي، أن اناغى بما يسرني من القول، ويتودد إلي المحب والطامع بطيب الكلام،

 

  أما أنت فلا تسمع منا ما يسرك، بل على العكس تماما إذ ما كان يصلك إلا ما يسوءك، مما أعربت عنه في رسالتك الثانية للشيخ المفيد حيث تقول: (فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكرهه ولا نؤثره منهم والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل) ..

 

  نعم هناك من يتوجد على فراقك، ويناديك بالبيعة، والعهد كل يوم جماعة من شيعتك .. لكنها ليست بالعدد الكافي بالنهوض بهم .. 

 

  فيعز علي يا مولاي، أن أبكي على محنتك وغربتك وفراقك، ولكن الورى وجماعة الناس في غفلة عن أمرك، 

 

  قد خذلوك وأسلموك وقعدوا عن نصرتك، كما أسلموا جدك الحسين عليه السلام .. 

 

  فمع أن قلوبهم تهفوا إليك، إلا أن عزائمهم ضعفت عن العمل في سبيلك، وهل يفيدهم بعد ذلك ميل القلوب ؟

 

  ثم أنه مهما بلغ بكائي فأين هو من بكاء جدك الصادق عليه السلام، حين دخل عليه بعض أصحابه، فرأوه وهو يبكي بكاء الواله الثكلى، ذات الكبد الحرى، قد نال الحزن من وجنتيه وأبلى الدمع محجريه، وهو يناديك بلفظ (سيدي)، 

 

  ويقول: (سيدي غيبتك نفت رقادي، وضيقت علي مهادي، وابتزت مني راحة فؤادي، سيدي غيبتك أوصلت مصائبي بفجائع الأبد ... فما أحس بدمعة ترقأ من عيني وأنين يفتر من صدري).

 

  يعز علي يا مولاي، أن تجري عليك كل هذه المصائب والمحن، ومن جحد حقك، ونهب تراثك منعمون بخيراتكم، ولا يصيبهم ما جرى عليك.

 

 

  وهنا يأتي السؤال : أيها المنتظر ...

 

  هل تستشعر فعلا وحدة وغربة أمامك، وهو ينادي كل يوم طالبا النصرة ولا مجيب لدعوته ؟

 

  هل تعتقد أنه عليه السلام فعلا يطلع على أعمالك كل يوم أو كل عشية خميس ؟ 

 

  فكيف يكون حالك لو أطل عليك فجأة وأنت على حال لا يرتضيه ؟

 

  وهل تستشعر ما يدخل عليه من الهمّ عندما ترتكب محرما، أو تترك واجبا أو تسلك سلوكا غير مرضي له ؟

 

  ما هو مستوى العلاقة العاطفية مع الإمام عليه السلام بحيث نفرح لفرحه ونحزن لحزنه؟ 

 

  وهل نفى تفكيرنا بما حلّ ويحلّ عليك من المصائب رقادنا ونومنا ؟

 

  ما هو مستوى صدق مقالتي وأنا أردد هذه الكلمات ؟

 

 

  احتفظ بالإجابة في نفسك وحاول من الآن وصاعدا أن تعيش همّ إمامك، وأن تجسد قول الإمام الصادق عليه السلام حين قال: (رحم الله شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بماء ولايتنا يحزنون لحزننا ويفرحون لفرحنا)، فحاول أن تتصور حاله كيف يتلقى الأخبار السيئة ومظالم العباد، وكيف يتلقى الأخبار السارة برفع ظلم، أو إعزاز مظلوم

 

  وعليك أن تراعي الإمام في غيبته مراعتك له في حضوره فإن لم تراه، فإنه يرى ما يعرض عليه من عملك.

 

  اجعل لك عملا يوميا تعمله بنية إدخال السرور على قلب الإمام، وأقلع يوميا عن عمل غير مرضي بالنية ذاتها، وانتظر ما يفتح الله عليك من هذه السيرة.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار