المقالات والبحوث

وقفات مع فقرات من دعاء الندبة.. مع أسئلة للمنتظرين (8)

وقفات مع فقرات من دعاء الندبة..  مع أسئلة للمنتظرين (8)
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية

بقلم الشيخ علي سلمان العقيلي 

8: هَلْ مِن معوِّل (مُعينٍ ن.خ) فَأُطِيلَ مَعَهُ العَوِيلَ وَالبُكاءَ هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَأُساعِدَ جَزَعَهُ إِذا خَلا هَلْ قَذِيَتْ عَينٌ فَساعَدَتْها عَيْنِي عَلَى القَذى

 

  إن لفراق الحبيب لوعة وألم، لا يعرفه إلا من اكتوى بناره، يبقي حزنه سرمدا، وليله مسهدا، تؤرقه الآمال برجاء الوصال، 

 

  فإذا ما هزه الشوق اضطرب حاله، لا يسكنه إلا البكاء، وهل يجدي البكاء نفعا إلا لآل محمد وعليهم 

 

  ( فَعَلى الأطايِبِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِما وَآلِهِما فَلْيَبْكِ الباكُونَ وَإِيَّاهُمْ فَليَنْدُبِ النّادِبُونَ وَلِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ الدُّمُوعُ وَلِيَصْرُخِ الصارِخُونَ وَيَضِجَّ الضَّاجُّونَ وَيَعِجَّ العاجُّونَ ).

 

  فترى الموالي الذي جالت اللوعة في صدره على ما جرى ويجري عليهم، يطلق لعينيه العنان ما وجد إلى ذلك سبيل، 

 

  فيبكي مع كل باكٍ، ويرفع صوته معوِلا بما تقدمت من كلمات هذا الدعاء: ( اَيْنَ الحَسَنُ أَيْنَ الحُسَيْنُ أَيْنَ أَبْناءُ الحُسَيْنِ؟ صالِحٌ بَعْدَ صالِحٍ وَصادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ! أَيْنَ السَّبِيلُ بَعْدَ السَّبِيلِ أَيْنَ الخِيَرَةُ بَعْدَ الخِيَرَةِ؟ أَيْنَ الشُّمُوسُ الطَّالِعَةُ؟ أَيْنَ الأَقْمارُ المُنِيرَةُ؟ أَيْنَ الأَنْجُمُ الزّاهِرَةُ؟ أَيْنَ أَعْلامُ الدِّينِ وَقَواعِدُ العِلْمِ؟ أَيْنَ بَقِيَّةُ اللهٍ الَّتِي لا تَخْلُو مِنَ العِتْرَةِ الهادِيَةِ؟ ) ...

 

  نعم .. أين بقية الله .. مطهر الأرض، وناشر العدل في الطول والعرض، 

 

  يا مولاي إني أتقرب إلى ربي بوفودي إليك، وبكائي وعويلي وحسرتي وأسفي عليك 

 

  فمن يعينني بالبكاء والعويل على مصيبتي بفقدك ؟ 

 

  هل من معين يشاطرني حزني، وبكائي وجزعي عليك ؟ 

 

  أم هل من جزوع فقد صبره على مصائبه فأعينه وأساعده بجزعي عليك ؟ 

 

  فقد بلغ مني الحزن مبلغه، وصارت النفس إلى حالة من الجزع .. وكل جزع مذموم إلا الجزع على ما أصابكم .. 

 

فقد روينا عن جدك الصادق عليه السلام قوله: (كل الجزع والبكاء مكروه، ما خلا الجزع والبكاء لقتل الحسين عليه السلام).

 

 يا مولاي يا بقية الله .. هل من عين أصابها القذى ووقع فيها ما يؤلمها، فأواسيها بعيني التي لا يرقأ دمعها على فراقك ؟

 

 

أيها المنتظر ..

 

  إن هذه الفقرات من هذا الدعاء العظيم تعبر عن حالة المحب العاشق، والمنتظر الحقيقي، فبكائه وجزعه وألمه قد بلغ من الشدة ما تصاغر أمامه كل عويل وجزع وألم .. فيكون هو مثالا يتأسى به كل حزين وجزوع ..

 

  فهل أنت فعلا كذلك ؟

 

  ألا يستحق منا أمامنا هذا المقدار من التفاعل الروحي والعاطفي معه ؟

 

 

  احتفظ بالإجابة لنفسك، وأحرص أن تكون لوعتك لفقده وألمك لفراقه أشد من أي لوعة وألم على أمر فاتك في هذه الدنيا .. 

 

  تقرب إليه ببكائك وعويلك وتوجدك عليه، حاول أن تصل إلى هذا الحال من التفاعل العاطفي، 

 

  ثم إذا وصلت إليه فأعلم أنك قد أصبحت وقفت على باب الله، لأنه هو باب الله الذي منه يؤتى.

 

  استغل هذا القرب وحافظ عليه، فإن من طرق الباب يوشك أن يفتح له.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار