المقالات والبحوث

ثنائية الغدير والولاية العلوية بقلم الشيخ عباس الناصري

ثنائية الغدير والولاية العلوية بقلم الشيخ عباس الناصري
المصدر: واحة_وكالة انباء الحوزة العلمية

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الأمة محمد الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين. 

 

اما بعد، فإن من القطعيات التي لا يختلف فيها إثنان من المسلمين، قيام رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بأعباء النبوة والرسالة خير قيام، وعدم تقصيره في تأدية واجبه أدنى تقصير.

 

ونعتقد نحن الشيعة الإمامية، بأنّ ما فعله (صلى الله عليه واله وسلم) يوم الغدير كان من جملة تلك المهام، بل كان أعظمها بعد تبليغ الرسالة على الإطلاق. 

 

ولعل هناك مَن يستغرب اعتقادنا هذا، أو يرى فيه نحو مبالغة، فيتساءل ويقول: ما الذي جرى في هذا اليوم، حتى ترون فيه هذا الرأي العظيم؟

 

وجوابنا باختصار ووضوح هو أن القيمة، التي نعتقدها في هذا اليوم، إنما نشأت مما حصل فيه، وتحديدا في الخطاب الذي صدع به رسول الأمة، وشريفها الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم)، حين قال:

 

(( أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعلي مولاه، يقولها ثلاث مرات، ثم قال: اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وأحبَّ من أحبّه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار، ألا فليبلغ الشاهد الغائب، ثم لم يتفرقوا حتى نزل أمين وحي الله بقوله: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة)).

 

حيثُ اختيار شخصية عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، التي جسّدت تمام الوعي والاخلاص والتضحية، من بين كل المسلمين، وإعلان ولايته عليهم من بعده (صلى الله عليه واله وسلم).

 

وحيثُ اهتمام سماء الوحي والحكمة، بتنصيب مَن يخلفه (صلى الله عليه واله وسلم) في الاستمرار برسالته المباركة، التي ما زالت في بداية مشوارها العملي، ليصل صوت الإسلام الناصع إلى كل البشرية.

 

ثم التأكيد على ضرورة نصرة هذا الرجل، لكونه الخليفة الشرعيّ المؤهل لقيادة الأمة، الأمر الذي يستدعي لا محالة، وجوب نصرته والوقوف معه، في مشواره الدَّعويّ الشاق.

 

وأخيرا بيان أن مدار الحق والحقيقة إنما هو حيثُ يكون عليٌّ، وما ذاك إلا لأنه (عليه السلام) كان المصداق العمليّ للإسلام والإيمان، بكل قيمهما النبيلة وأخلاقهما الفاضلة.

 

من هنا تشكّلت هذه الثنائية التاريخية الخالدة، بين الغدير والولاية العلوية، لتكون محطّ اعتزاز وافتخار لكل مسلم يطلب الحق ويعشق الحقيقة.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار