المقالات والبحوث

الحسين عليه السلام ومبادئ الثورة

الحسين عليه السلام ومبادئ الثورة
المصدر: واحة_وكالة انباء الحوزة العلمية

بقلم الشيخ عماد مجوت

 

في الحركات المبدئية حتى وإن لم نؤمن بتدابير يد الغيب لها فهي حتما لا تخلو عن مبادئ تؤمن بها ، وتسعى لبلورتها في الواقع ، وتجذيرها في نفوس الناس، وكلما كانت أكثر ارتباطا بحقيقة الإنسان من حيث النوازع الذاتية والفطرية، كلما كانت مبادئها أكثر محاكاة لوجوانه وبحثا عن ذاته المغيبة بسياسات النفعية للمستغلين للسلطة والنفوذ في تغيب الناس وإبعادهم عن حقوقهم فضلا عن كمالتهم المعدة لهم .

ومن هنا كان الوقوف على أهداف الحركات المبدئية وقوفا على عما يهيئ للإنسان مقوماته الكمالية، وكرامته وسعادته التي تعيد له هويته المستلبة، وبالخصوص مع ملاحظة خصوصية القيادة، فكلما كانت أكثر ربانية كانت أكثر أرتباطا لمحاكاة فطرة الإنسان. 

 

والإمام الحسين عليه السلام بما يحمله من رمز ورمزية لم يكن فقط ربانيا وقائدا لثورة إصلاحية مبدئية ، بل أصبح ملهما لكل ثورة تحررية إصلاحية نهضوية ، تحمل طابعا إنسانيا ، وكان المعيار الأساس في مبادئ ثورته أساس الحق والباطل ألا تَرَوْنَ أنَّ الحَقَّ لا يُعْمَلُ بِه، وَأنَّ الباطِلَ لا يُتناهى عَنهَ ). وطبيعة الصراع بينهما ، وميزان الإصلاح يقوم بإرجاع الحق إلى نصابه ، وهو ما يتطلب أمر بمعروف ونهي عن منكر، قال (عليه السلام): ( أما بعد.. فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر). ولا يتأتى ذلك إلا أن يكون رافع ذلك الشعار صادقا به ، وإلا فهو طريق لطلب السلطة لا للإصلاح ، ولا يكون الصدق إلا من خلال قبول الحق كما قال عليه السلام فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن ردّ عليَّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خيرٌ الحاكمين). فمن بحث عن الحسين عليه السلام بحث عن الحق ، ومن وجد الحق وجد الحسين عليه السلام، ومن هنا كان : ”حسينٌ منّي وأنا من حسين، أحبّ الله مَنْ أحبّ حسينًا وأبغض الله مَنْ أبغض حسينًا“ .

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار