المقالات والبحوث

منارات مهدوية... الإمام المهدي والعدالة الدولية

منارات مهدوية... الإمام المهدي والعدالة الدولية
المصدر: واحة_وكالة انباء الحوزة العلمية

 

يتطلع الأحرار في العالم ويتشوقون إلى رفع الظلم والطغيان، وإحلال العدل والقسط بدلا عنهما، وهذا مطلب إنسانيّ محض.

كما ويؤكد القرآن الكريم على أهمية ذلك، خصوصا ما يرتبط بالعدل الاجتماعي العام، قال تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾.

 

أما المؤمنون فهم يتطلعون إلى قدوم المصلح الإلهيٍ الكبير، الذي يحقق العدالة العالمية الكبرى، والتي لم ترَ البشرية مثلها على طول التاريخ، حيث تجتمع كل الأديان الحقة ملتفة حوله، ومنضوية تحت لوائه العظيم.

عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم):" لو لم يبق من الدنيا إلا ساعة واحدة لطول الله تلك الساعة حتى يخرج رجل من ذريتي ، اسمه اسمي, وكنيته كنيتي يملاً الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وعدواناً".

 

وليعلم الجميع أن من أبرز أهداف دولة الإمام المهدي المباركة، رفعَ الظلم الاجتماعي، وإحلالَ العدالة الاجتماعية العامة في ربوع البشرية، على اختلاف ثقافاتها وتوجهاتها وقومياتها. وسيتحقق هذا الهدف بعد فشل وسقوط كل الحضارات الزائفة التي تدعي أهليتها وقدرتها على تحقيق العدالة الدولية العامة. وبعد مسيرة منهكة من التخبط والتيه وراء هذه الحضارة وتلك من دون جدوى.

 

يتحدث أمير المؤمنين (عليه السلام) عن النموذج البشري المتخبط في حركته التكاملية قائلا: ( وأخذوا يمينا وشمالا طعنا في مسالك الغي، وتركا لمذاهب الرشد. فلا تستعجلوا ما هو كائن مرصد. ولا تستبطئوا ما يجئ به الغد. فكم من مستعجل بما إن أدركه ود أنه لم يدركه. وما أقرب اليوم من تباشير غد....الخ).

 

أيّها الأحبة: صحيح كلنا شوق وتطلع إلى رؤية مشاهد تلك القيادة العالمية، وهي تحكم بما أنزل الله تعالى، وأمر به من العدل والإحسان والقيم الإنسانية النبيلة، بما يحقق العدالة الدولية العالمية.

لكن علينا جميعا ان نعلم بأننا جزء مهم من مقدمات تلك الدولة. فيجب علينا العمل على أداء كل تكليف الهيّ ملقى على عاتقنا، بلا كلل أو ملل أو تقصير؛ لنكون بذلك من أنصار دولته العادلة وإن لم نتشرف بالعيش في كنفها.

 

نسأل الله تعالى أن يعيننا على ذلك، ويوفقنا لطاعته وامتثال اوامره، واجتناب نواهيه، بمنّه وكرمه، فهو أرحم الراحمين.

 

الشيخ عباس الناصري

الجمعة ٢٩ محرم الحرام ١٤٤٢ هج

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار