المقالات والبحوث

إعدادات القرآن لمواجهة الحرب الناعمة. " ثقافة إنتقاء المفردات " بقلم الشيخ عماد مجوت

إعدادات القرآن لمواجهة الحرب الناعمة.     " ثقافة إنتقاء المفردات "  بقلم الشيخ عماد مجوت

إعدادات القرآن لمواجهة الحرب الناعمة.

 

 " ثقافة إنتقاء المفردات "

بقلم الشيخ عماد مجوت

 

لما كان القرآن كريما في غاياته كريما في وسائله، وحركته، و كان المبعوث به صلى الله عليه وآله كريما،  ناسب جميع ذلك أن تكون مفردات هدايته كريمة.

 

#فكان للقرآن الكريم في موارد مداخل القوى الناعمة لبث مفاهيم توهين المقدس علاجه الخاص المبني على ما يناسب منهجه الكريم في هذه القضية؛ بإبعاد مفردة الإساءة الخفية من ثقافتهم المتداولة فضلا عن الصريحة، كما في قوله تعالى : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَقولوا راعِنا وَقولُوا انظُرنا وَاسمَعوا وَلِلكافِرينَ عَذابٌ أَليمٌ﴾[البقرة: ١٠٤] مع أن هذه المفردة في حد ذاتها لا تشكل مشكلة، وإنما الإشكال في مساهمتها في توطين ثقافة الإساءة التي تستتبعها كما يشهد له قوله تعالى: ﴿مِنَ الَّذينَ هادوا يُحَرِّفونَ الكَلِمَ عَن مَواضِعِهِ وَيَقولونَ سَمِعنا وَعَصَينا وَاسمَع غَيرَ مُسمَعٍ وَراعِنا لَيًّا بِأَلسِنَتِهِم وَطَعنًا فِي الدّينِ وَلَو أَنَّهُم قالوا سَمِعنا وَأَطَعنا وَاسمَع وَانظُرنا لَكانَ خَيرًا لَهُم وَأَقوَمَ وَلكِن لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفرِهِم فَلا يُؤمِنونَ إِلّا قَليلًا﴾[النساء: ٤٦]. حيث كانوا يلون ألسنتهم بهذه المفردة إساءة للحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله. 

#ومن هنا كانت ثقافة إنتقاء المفردات واحدة من أهم التدابير الإحترازية لتحصين المجتمع ، كما في قوله تعالى :﴿وَقُل لِعِبادي يَقولُوا الَّتي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ الشَّيطانَ يَنزَغُ بَينَهُم إِنَّ الشَّيطانَ كانَ لِلإِنسانِ عَدُوًّا مُبينًا﴾[الإسراء: ٥٣].

 

#نعم هذه القضية في هذه الأزمنة لا تعالج بموعظة هنا أو خطبة هناك، وإنما تحتاج إلى عمل تنظيمي عام ينهض به القائمون على شؤون المواجهة، من إدخال المفردات الكريمة في مواد التربية والتعليم وجعلها ثقافة متداولة، وكذلك تركيز المؤسسة الدينية عليها، بحيث يكون الخطاب المتضمن لأي مفردة مسيئة مستهجنا إجتماعيا بحيث يستحي الفرد من تداولها، حتى ينشأ جيل تكون عنده نقاوة المفردات ثقافة متداولة.

#وكذلك هنا في شبكات التواصل فإن مسؤولية الجميع الإسهام في تفعيل المفردات الكريمة الخالية عن كل ما يخدش الحياء أو مخالفة للذوق العام كما نراه شائعا في هذه الفترة الأخيرة، بل هناك برامج أعدت لأجل إشباع النفوس بتقبل المفردات غير اللائقة بل وصل الأمر إلى حد أن تجلس العائلة بكاملها لإستماع هذه البرامج مع ما تحمله من مفردات مقصودة القصد منها إن تصبح ثقافة لا يستنكف منها .

#ومن هنا فإن المسؤولية تتضاعف على النخب ومن له يد في ذلك الإعداد : ﴿وَلتَكُن مِنكُم أُمَّةٌ يَدعونَ إِلَى الخَيرِ وَيَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ﴾[آل عمران: ١٠٤].وقد عاتب تعالى النخب بتركهم لوظيفتهم بقوله: ﴿لَولا يَنهاهُمُ الرَّبّانِيّونَ وَالأَحبارُ عَن قَولِهِمُ الإِثمَ وَأَكلِهِمُ السُّحتَ لَبِئسَ ما كانوا يَصنَعونَ﴾[المائدة: ٦٣].

مع إسهام الجميع في التخلي عن المفردات غير اللائقة، واستعمال الكريمة منها، فهي مسؤولية إجتماعية مشتركة: ﴿وَتَعاوَنوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقوى وَلا تَعاوَنوا عَلَى الإِثمِ وَالعُدوانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾ [المائدة: ٢].

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار