المقالات والبحوث

في مدرسة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)

في مدرسة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
المصدر: واحة_وكالة انباء الحوزة العلمية

 

بقلم السيد حازم الحسيني

 

عظم الله أجركم أيها الأحبة في ذكرى شهادة سبط رسول الله الإمام الثاني الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

ما رأيكم أن نقطف زهرة من بستان الإمام العامر بآلاف الأحاديث المعصومة التي هي مصابيح تنير للتائهين دروب الحياة.

قال عليه السلام:(رب تال للقرآن والقرآن يلعنه). مستدرك سفينة البحار - الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج ٨.

 

وفي شرح هذا الحديث يمكن أن نضرب العديدة من الأمثلة من حياتنا اليومية، فلعل بعضنا يكون مشمولا باللعن دون أن ينتبه.

$ إن من يقرأ قوله تعالى: ({وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيراً* رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ غَفُوراً} الإسراء(23ـ25).

إن من يقرأ هذا المقطع القرآني، بينما هو عاق لوالديه، أو غير رحيم بهما، أو يرفع صوته في وجههما، أو يغضبهما أو يزعجهما، فإنه سيكون ملعونا ومطرودا ولا تنفعه أحكام التلاوة والقلقلة والمد والإدغام.

$ من يقرأ قوله تعالى: (وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) البقرة (237).

فإن كان ينسى فضل زوجته عليه، حين وقفت إلى جانبه قبل عشر سنين أو أكثر فيما مرّ به من محنة وشدة، أو كانت قد صبرت على فقره وتحملت أخطائه في بداية الزواج.. ونسي ذلك كله.. فليحذر اللعن والتوبيخ.

$ ومن تقرأ قوله تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ) الأحزاب (33).

وكانت لاتترك سوقا يعتب عليها إلا ومرّت به، من غير مبرر، وتعودت أن لا تدع مولا إلا وزارته، لمجرد التفسّح والتنزه، على حساب تربية الأبناء وشؤون الزوج والمنزل.. فهي غير ممتثلة للآية أعلاه، وقد شغلتها القراءة فقط.

وكذلك فإن الآية تشمل الزوجة التي تتزين وكأنها عروس، قبل خروجها من البيت، في حين لا تضع ربعا من تلك الزينة لزوجها، فيتلذذ الآخرون مجانا.. ربما غفلة منها وتقليدا للعاصيات.

$ أما من يقرأون قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُود) المائدة (1).

ونراهم في كل موسم انتخابات يعدون الجماهير ويحلفون للناس ويقسمون أمام الشعب أنهم سيخدمون البلد ويبذلون من أجل المحرومين الغالي والنفيس.. وعندما يضعهم الناخبون في صناديق الاقتراع، يسرقونهم، ويخدعونهم، ويحوّلون ثرواتهم إلى جزر بعيدة وأرصدة عتيدة.

والأمثلة على ذلك كثيرة.

جعلنا الله وإياكم ممن يقرأ القرآن ويطبقه، ويستفيد من مواعظ آل البيت الأكرمين.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار