بسم الله الرحمن الرحيم 

وردت في زيارة الإمام المهديّ (عليه السلام) يوم الجمعة عبارة: السلام عليك يا عين الله في خلقه. وقد ذُكِرت لفهمها عدة معانٍ، إلا أننا نريد في هذه المنارة الحديث عما يخطر في البال من معانٍ متصورة لهذه العبارة، وهي أربعة على الأقل.

المعنى الأول- أنه (عليه السلام) عينُ الله الشاهدة، التي استخلفها في الأرض؛ لتشهد على أعمال العباد.

المعنى الثاني- أنه (عليه السلام) عينُ الله النابعة والمفيضة بالحياة على الخلق، والذي يؤيده ما ورد في نفس الزيارة من قول: السلام عليك يا عين الحياة.

المعنى الثالث- أنه (عليه السلام) عينُ الله الكريمة، التي يَنظر إليها جميعُ الخلق، ويتأملون منها كلَ خير ومعروف.

المعنى الرابع- أنه (عليه السلام) المستحقُ للاحترام والتكريم من قبل الخلق؛ كونه يمثل العين الإلهية الكريمة في الخلق.

أيها الأحبة نحن مطمئنون من أنه (عليه السلام) مستحقٌ وأهلٌ لكل هذه المعاني الجليلة، ولذا فإن اللازم على المؤمنين، أن يلحظوا إمام زمانهم، ويراقبوه في كل تصرفاتهم، فهو عين الله الشاهدة عليهم، وهو منبع الفيض الوجوديّ باذن الله تعالى، كما أنه العين الكريمة المرجوّة للعطاء دائما، وهو كذلك المستحق للنظر باهتمام واحترام وخشوع.

نسأل الله تعالى أن يتلطف بنا ويتفضل علينا بنظرةٍ كريمة رحيمة، من عين مولانا الشريفة، وأن لا يسلبناها ما بقينا.

الشيخ عباس الناصري

الجمعة ١٤ صفر ١٤٤٢هج