المقالات والبحوث

منارات مهدوية ... الآمام المهديّ فرجُ الله

منارات مهدوية  ...  الآمام المهديّ فرجُ الله
المصدر: واحة_وكالة انباء الحوزة العلمية

 

وردت العديد من الأحاديث والروايات وهي تتحدث عن انتظار الفرج في آخر الزمان، منها ما عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث يقول: "انْتَظِرُوا الْفَرَجَ‏ وَ لا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ‏، فَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ انْتِظَارُ الْفَرَجِ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ الْمُؤْمِنُ".

 

كما ورد التأكيد على العلاقة الوطيدة بين الإمام المهدي (عليه السلام) وبين حصول الفرج للمؤمنين في كثير من الأدعية المأثورة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، منها ما ورد في الزيارة: (هذا يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَهُوَ يَوْمُكَ الْمُتَوَقَّعُ فيهِ ظُهُورُكَ وَالْفَرَجُ فيهِ لِلْمُؤْمِنينَ عَلى يَدَيْكَ...الخ).

 

ولفهم هذا الارتباط الوثيق والمؤكد بين الإمام المهدي (عليه السلام) وبين حصول الفرج، نطرح عدة معانٍ متصورة بل هي مؤكدة على ما نعتقد، ولعل أهمها:

 

أولا- أن ظهوره (عليه السلام) يشكل النهاية التامة للكفر والإلحاد على وجه الأرض، وخلوص الإيمان والتوحيد لله تعالى، بحيث لا تبقى راية صريحة تنازع الله تعالى في الألوهية، فيكون ظهوره فرجاً وبشرى للكُمَّل من البشر، ممن كانوا يتألمون من ظواهر الكفر والإلحاد المبثوثة في الأرض.  

 

ثانيا- أن ظهوره (عليه السلام) يشكل نهاية الظلم والطغيان، وإحلال العدل والقسط بدلا عنهما، فيشعر المستضعَفون عموما بالفرج والفرح، نظرا لما عانوه طيلة وجودهم تحت سطوة الظالمين والمنحرفين، وهم يرون قدومَ المخلّص لهم من كلّ ذلك.

 

ثالثا- أن ظهوره (عليه السلام) يعدّ فرجاً خاصا للمؤمنين المخلصين، الثابتين على الإيمان، ممن كانوا يعيشون تحت وطأة الضغوط المادية والمغريات والشهوات البشرية، فإن أعظم الفرج عند هؤلاء إنما هو بظهور المنقذ الذي يستخلصهم من هذه الضغوطات، ويُخفف عنهم صعوبة الابتلاءات، حين يضمهم إلى رحاب لطفه وتأييده.

 

نسأل الله تعالى وهو القادر الذي لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الارض، أن يعجّل بفرج مولانا وأملنا وناصرنا الحجة بن الحسن المهدي المنتظر، وأن يجعلنا ممن يحضى برؤية طلعته الشريفة وينهل من ألطافه.

 

الشيخ عباس الناصري 

٢١ صفر ١٤٤٢هج

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار