المقالات والبحوث
الدين والمعرفة الروحية
بقلم: الشيخ عماد مجوت
ربما لا يُشك في كونِ الجانب الظاهري للدين ببعديه القانوني , و الأعتقادي , يمثل جانبا معرفيا , يتناول ما هو كائن , وما هو في مسيرة الكينونة , ولكن ما يهم في هذا المجال هو ما يحمله الدين من بعد روحي ومعنوي فهل يمكن تسميته معرفةً ؟ يبحث معها على ما هو كائن , وما هو في سيره التكويني ؟
قد يتوقف الجواب على تحليل حقيقة المعرفة الروحية , وأدواتها , وآثارها , وأهميتها , بالقياس إلى الجانب الظاهري , فإذا كانت المعرفة تمثل ظاهرة إدراكية للنفس , لها حالة إنتقال من فقدان إلى وجدان أمكن تسميتها معرفة , حيث الشعور الوجداني بحصول التغير في النفس بعد ذلك الأنتقال .
وفي هذا المجال يمكن تقديم أهتمام القرآن الكريم بمسألة التقوى مقترنة بالجانب الظاهري للشريعة , ففي عديد من آياته يدعو المؤمنين إلى التقوى كملاك في حصول حالة التحول النفسي , مما يكشف عن فرق بينها وبين الإيمان الحاصل بالجانب الظاهري .
ومن هنا كان ثمة حاجة للمعرفة الروحية بلحاظ جهة المقايسة إلى المعرفة الظاهرية , وحاجة كل واحدةٍ منهما الى الأخرى , وأدواة كل واحدةٍ منهما .
وتكون المعرفة الدينية حينئذ بين قوسين ، رفع أحدهما يشكل فتحا للإفراط أو التفريط : ﴿ذلِكَ الكِتابُ لا رَيبَ فيهِ هُدًى لِلمُتَّقينَ * الَّذينَ يُؤمِنونَ بِالغَيبِ وَيُقيمونَ الصَّلاةَ وَمِمّا رَزَقناهُم يُنفِقونَ * وَالَّذينَ يُؤمِنونَ بِما أُنزِلَ إِلَيكَ وَما أُنزِلَ مِن قَبلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُم يوقِنونَ * أُولئِكَ عَلى هُدًى مِن رَبِّهِم وَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ﴾[البقرة: ٢-٥] .
© Alhawza News Agency 2019