المقالات والبحوث

ثنائية الإمامة والأمة

ثنائية الإمامة والأمة
المصدر: واحة_وكالة انباء الحوزة العلمية

بقلم الشيخ عباس الناصري " دامت توفيقاته"

 

              بسم الله الرحمن الرحيم

              الحمد لله تعالى كما هو أهله

             وصلى على نبيه وآله الطاهرين

 

???? قال تعالى ((وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ))(1). 

 

???? هذه الليلة هي ليلة شهادة عليِّ بن أبي طالب (عليه السلام)، ليلة رحيله عن الدنيا، بما حملته معها من هموم وبلاءات، نغَّصت صفوَ حياته (عليه السلام). ذلك الرجل الذي كان خفيفَ الظل على المؤمنين، محبوبا عندهم؛ لأنه كان يُمثّل السَّلوة لهم، بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله).

 

???? عاش عليٌّ (عليه السلام) سنيَّ حياته كلها، من أجل الإسلام وإعزازه، وبَذَل وجوده الشريف، من أجل إتمام ما بدأه رسول الله (صلى الله عليه وآله).

حتى في تلك الظروف، التي أُقصِيَ فيها عن حقّه الشرعي، في نيابة رسول الله وخلاقته (صلى الله عليه وآله)، لم يتردد في أن يبذل كلَّ وجوده للإسلام، فكان حاضرا في الميدان، ولم يبخل على القوم بنُصحٍ أبدا، حتى اشتهر قول الثاني: ( لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن)(2).

 

????رحل عليٌّ (عليه السلام) وهو مرتاح الضمير، غير شاعرٍ بالتقصير، تجاه أمة حبيبه وخليله المصطفى (صلى الله عليه وآله). رحل بعد أن سعى جاهدا، في أن يحقق إرادة الله تعالى، في نشر الدين وتعاليمه الكريمة، وتحقيق أكبر مقدار ممكن من العدالة الاجتماعية. ولذا قال (عليه السلام) قُبَيل استشهاده: وعليكم الســـلام يا رســـل ربي، (لمثل هذا فليعمل العاملون)، (إن الله مع الذين اتقـــوا والذين هـــم محـــسنون)(3).

 

????وبالمقابل ما الذي قدّمته الأمةُ لعليٍّ؟

 

➖ أخَّرته عن استحقاقه الشرعي في إدارة شؤونها(4).

➖ولما آبَت إليه بعد أن يئست من غيره، صارت تَنكُص على الأعقاب بين الحين والآخر، والجَمل وصفين والنهروان شواهد ذلك.

➖ولما يئست من التغلب عليه، في ميدان الحرب والمواجهة، راحت تخطط للتخاص من عدله، والغدر به.

➖ وأخيرا قتلته في مِحرابه، وهو يتعبد لربّه، صائمٌ قائمٌ بين يَدَيه في شهره الفضيل.

 

???? أيّها الأحبة، لقد خَسرت الأمةُ كثيراً بإقصاء عليٍّ عن حقّه في الإمامة، وبغدرها له. بينما فاز عليٌّ، بعطائه وبذله، وبصبره وتحمّله.

فاز بعد أن حقق أكبر قدرٍ من الانتصارات، في ميادين إمامته وقيادته للأمة، و قد شهِد (عليه السلام) لنفسه بذلك، عندما ضربه اللعين، فقال حينها: ( فزتُ وربِّ الكعبة).

 

فسلامُ الله عليه يوم ولِد، ويوم أُستشهِد، ويوم يُبعث حيّا، وإنا لله وإنا اليه راجعون. 

 

والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين. 

 

          

〓〓 الهوامش 〓〓

1- آل عمران: 144.

2- سيرة الأئمة الاثني عشر: القسم الأول: ص304.

3- فروع الكافي ج7: ص52-53.

4 - عن الإمام الصادق (عليه السلام): (إن حق الرجل يثبت بشاهدين، وقد أضيع حق جدي أمير المؤمنين وعليه سبعون ألف شاهد) بحار الأنوار ج37: ب52ص158.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار