الشيخ عماد مجوت

التميز سمة الكمال، والإيجابية عنوان العقل والجمال، وما حبى الله تعالى به عباده الصالحين من تميزيهم عن غيرهم كرامة لقيمة الإنسان حيث يكون في ميدان الكمال، بل مقتضى الحكمة أن يتميز المؤمن تكوينا، كما يقول عز وجل: ﴿وَما خَلَقنَا السَّماءَ وَالأَرضَ وَما بَينَهُما باطِلًا ذلِكَ ظَنُّ الَّذينَ كَفَروا فَوَيلٌ لِلَّذينَ كَفَروا مِنَ النّارِ * أَم نَجعَلُ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ كَالمُفسِدينَ فِي الأَرضِ أَم نَجعَلُ المُتَّقينَ كَالفُجّارِ﴾[ص: ٢٧-٢٨]. 

ومن تصور بأن المعيار واحد فهو يعيش الأوهام:﴿أَم حَسِبَ الَّذينَ اجتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَجعَلَهُم كَالَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ سَواءً مَحياهُم وَمَماتُهُم ساءَ ما يَحكُمونَ﴾[الجاثية: ٢١]. فلا مساواة في حياة وممات.

#ولعل من أسمى ما ميز الله تعالى به المؤمنين أن تكون رأس سنتهم ليلة مباركة، تمضى فيها وتسن مجريات الأمور:﴿إِنّا أَنزَلناهُ في لَيلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنّا كُنّا مُنذِرينَ * فيها يُفرَقُ كُلُّ أَمرٍ حَكيمٍ * أَمرًا مِن عِندِنا إِنّا كُنّا مُرسِلينَ *رَحمَةً مِن رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ العَليمُ﴾[الدخان: ٣-٦]. فهي رحمة من الله تعالى .

#فكم من فرق بين أعياد رأس السنة عند غير المؤمنين وما يصاحبها من صخب وأنفلات وبين ليلة رأس السنة عند المؤمنين في ليلة القدر!!!

#وكم من فرق بين من يعيش حالة السكون والوديعة: ﴿سَلامٌ هِيَ حَتّى مَطلَعِ الفَجرِ﴾[القدر: ٥]. داعيا لغيره وبين من يعيث فساداً ليلته تلك ومتجاوز على غيره!!!

#وكم من فرق بين من يقضي ليلته في المسجد مع الصالحين، بين صلاة ودعاء، وبين من يقضيها في الصخب والسكر والفحشاء:﴿أَمَّن هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيلِ ساجِدًا وَقائِمًا يَحذَرُ الآخِرَةَ وَيَرجو رَحمَةَ رَبِّهِ قُل هَل يَستَوِي الَّذينَ يَعلَمونَ وَالَّذينَ لا يَعلَمونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلبابِ﴾[الزمر: ٩]!!!!

#وأي كرامة لقيمة الإنسان وتميز وإيجابية أكبر من هذه: ﴿كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهؤُلاءِ مِن عَطاءِ رَبِّكَ وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحظورًا * انظُر كَيفَ فَضَّلنا بَعضَهُم عَلى بَعضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكبَرُ تَفضيلًا﴾[الإسراء: ٢٠-٢١].

#سلام_هي_حتى_مطلع_الفجر