بقلم : الشيخ عماد مجوت

  لم يكن غريبا تحرك المجتمع الإيراني مع حركة الإمام الخميني (رضوان الله عليه) لما هو المعروف من طبيعة تفاعله مع حضور العلماء في الساحة الفكرية والثقافية والاجتماعية والسياسية وهذا التبادل نتاج طبيعي لتلك العلاقة.

#غير أن النظرة تجاه المجتمع العراقي كانت تأريخيا محملة باثقال الماضي وأنه مجتمع الكوفة الذي ما إن يقف معك اليوم حتى ينقلب عليك غداً، وبقيت هذه النظرة حاضرة في الوجدان والسلوك سالبة معها كل فرصة ليكون للمجتمع العراقي حضوراً في الساحة.

#وفي غفلة من الزمن نفض رجل بهيبة القديسين وقلب الطالقانيين تراب تلك النظرة ليجعل من صورة أهل الكوفة المتقلبة معادلة جديدة في الحضور والبأس والثبات، فاتحاً بذلك عهدا جديدا لأهل العراق لا يقلون معه شأنا عن غيرهم في صناعة الواقع .

#ومن حيث كان رضوان الله تعالى عليه كان العراق شيئاً جديداً، فلا فرصة الإسلام الأمريكي ممكنة معه، ولا دعواة الدولة المدنية لعدم قبول الناس للدين تلاقي مصداقية، ولا إتاحة فرصة القيادة متاحة لكل أحد، فهو رضوان الله عليه صورة العالم الرباني الذي أنفاسه خلقت الجيل الذي منه كانت أنفاس الدين في أرض الأوصياء، ومن أنفاسه تغيرت صورة الكوفة لتكون عراق الحسين عليه السلام وكربلاء الفداء.