المقالات والبحوث

الدين ومعيار الولاء والبراءة ✍️ الشيخ عماد مجوت

 الدين ومعيار الولاء والبراءة ✍️ الشيخ عماد مجوت
المصدر: واحة - وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف

✍ الدين ومعيار الولاء والبراءة 

الشيخ عماد مجوت

 

في الأرض مشاريع الحق مخلوطة بشوب الباطل، وقلما تمتاز الجهتان عند نظر الناس إليهما، وهو حال الدنيا التي يتنافس أهلها عليها بكل أسلوب ومنهج، ومنها خلط الباطل بالحق، كما يقول أمير المؤمنين عليه السلام:" فَلَوْ أَنَّ اَلْبَاطِلَ خَلَصَ مِنْ مِزَاجِ اَلْحَقِّ لَمْ يَخْفَ عَلَى اَلْمُرْتَادِينَ وَ لَوْ أَنَّ اَلْحَقَّ خَلَصَ مِنْ لَبْسِ اَلْبَاطِلِ اِنْقَطَعَتْ عَنْهُ أَلْسُنُ اَلْمُعَانِدِينَ وَ لَكِنْ يُؤْخَذُ مِنْ هَذَا ضِغْثٌ وَ مِنْ هَذَا ضِغْثٌ فَيُمْزَجَانِ فَهُنَالِكَ يَسْتَوْلِي اَلشَّيْطَانُ عَلَى أَوْلِيَائِهِ وَ يَنْجُو اَلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اَللَّهِ اَلْحُسْنَى". 

 

#ولعل من أولويات المؤمن المخالف لهواه المتبع للحق حيثما دار تميز دائرة الولاء والبراءة بعيدا عن قبلياته وبعدياته، ويجعل نفسه تابعا للحق سواء كان له أم عليه، فإن الحق لا يتغير بما نراه حقا وإن جرت مقادير الواقع على ما نشتهيه.

 

#ومعيار الولاء والبراءة يدور مدار متابعة الكتاب والإبتعاد عن متابعة الرجال إلا إذا كان تجسيداً للحق كما في شخص أمير المؤمنين عليه السلام الذي كان هو الحق، والحق هو، كما في الحديث:" (عليّ مع الحق والحق مع عليّ). مما يجعل كل من دون المعصوم يؤخذ منه، ويرد عليه، بلا إثبات للأخذ منه مطلقاً.

#ومن هنا كان المعيار في الولاء والبراءة بين متابعة الكتاب، ومتابعة الرجال، فالأول يهدي، والثاني يردي ما لم يعتصم بالكتاب، كما بين هذه الحقيقة لسان الحق أمير المؤمنين عليه السلام بقوله : " إِنَّمَا بَدْءُ وُقُوعِ اَلْفِتَنِ أَهْوَاءٌ تُتَّبَعُ وَ أَحْكَامٌ تُبْتَدَعُ يُخَالَفُ فِيهَا كِتَابُ اَللَّهِ وَ يَتَوَلَّى عَلَيْهَا رِجَالٌ رِجَالاً عَلَى غَيْرِ دِينِ اَللَّهِ".

 

#وما دامت الدنيا فرصة الطامع كانت فرصته للترويج بمتابعة الرجال ولكن بصورة متابعة الهدى والصلاح، وهناك يستولي الباطل على أهله كما يقول أمير المؤمنين عليه السلام، وهنا تظهر الفتن والاهواء تتبع .

 

#إن ما نعيشه اليوم هو تجسيد لحقيقة ما ذكره أمير المؤمنين عليه السلام ، وما لم يكن الحق ومتابعته معيارنا الأخلاقي في التعاملات فإنا نعيش الخديعة مع أنفسنا مهما حاولنا التبرير لها، فالحق لا تغيره لباقة اللسان، ولا بلاغة البيان، كما يقول أمير المؤمنين عليه:" أَفَبِهذَا تُرِيدُونَ أَنْ تُجَاوِرُوا اللهَ فِي دَارِ قُدْسِهِ، وَتَكُونُوا أَعَزَّ أَوْلِيَائِهِ عِنْدَهُ؟ هَيْهَاتَ! لاَ يُخْدَعُ اللهُ عَنْ جَنَّتِهِ، وَلاَ تُنَالُ مَرْضَاتُهُ إِلاَّ بِطَاعَتِهِ. لَعَنَ اللهُ الْأَمِرِينَ بِالْمَعْرُوفِ التَّارِكِينَ لَهُ، وَالنَّاهِينَ عَنِ المُنكَرِ الْعَامِلِينَ بِهِ!". ولا يخرج المؤمن من أسر الهوى إلا بالإستعانة بتقوى الله تعالى ومصاحبة أهل طاعته .

 

#بل لا تكفي رؤية الحق بلا متابعة، ولا الباطل بلا مجانبة:﴿وَالَّذينَ اجتَنَبُوا الطّاغوتَ أَن يَعبُدوها وَأَنابوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ البُشرى فَبَشِّر عِبادِ * الَّذينَ يَستَمِعونَ القَولَ فَيَتَّبِعونَ أَحسَنَهُ أُولئِكَ الَّذينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَأُولئِكَ هُم أُولُو الأَلبابِ﴾[الزمر: ١٧-١٨].

 

#اللهم_أرنا_الحق_حقا_وارزقنا_اتباعه

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار