المقالات والبحوث

فلسفة الحزن على الحسين ( عليه السلام) سماحة العلامةالشيخ #حسين_الخشن (حفظه الله)

فلسفة الحزن على الحسين ( عليه السلام)    سماحة العلامةالشيخ #حسين_الخشن (حفظه الله)
المصدر: واحة - وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف

فلسفة الحزن على الحسين ( عليه السلام)

 

سماحة العلامةالشيخ #حسين_الخشن (حفظه الله ) 

 

#السؤال: لماذا نحزن على الحسين ونقيم العزاء ونبكي، وهذه الحادثة أتت من إرادة الله وليس بالصدفة، والحسين استشهد لكي نبقى أقوياء، لا ضعفاء نبكي؟

 

#الجواب

????وفي الإجابة على ذلك نقول: 

1️⃣أولا: الحزن مسألة إنسانية، فالإنسان ليس صخرة أو جلمودا وإنما هو كتلة من العواطف، ولذا فهو قد لا يملك في الكثير من الأحيان أمر الدمعة، فهي لا تصدر بمرسوم ولا بقرار، وإنما تفرض نفسها عليه وربما غلبت إرادته وفضحته في المواقف التي لا يريد فيها إظهار الدمعة، كما قال الشريف الرضي في رثاء أمه

 کم عبرة موهتها بأناملي. وسترتها متجملا بردائي 

أبدي التجلد للعدو ولو دری تتململي لقد اشتفى أعدائي

ما كنت أذخر في فداك رغيبة لو كان يرجع ميت بفداء

فارقت فيك تماسكي وتجملي ونسيت فيك تعززي وإبائي

وصنعت ما ثلم الوقار. مما عراني من جرى البرحاء

 کم زفرة ضعفت فصارت. أنة تممتها بتنفس الصعداء

ومن هناء لم يكن من المنطقي أن يحرم التشريع مسألة البكاء والحزن، كما ليس منطقيا أن يحرم الفرح والضحك؛ لأن هذه الأمور مما تقتضيها الطبيعة البشرية، ومن خصائص ومزايا التشريع الإسلامي أنه لا يصادم الفطرة والجبلة.

2️⃣ثانيا: هذا فيما يتصل بالبكاء بشكل عام، فكيف إذا كان الفقيد شخص کسبط رسول الله ، الإمام الحسين لا وكانت المأساة جليلة كمصيبته لا التي تتفطر لها القلوب، إن الإنسان عندما يستمع لما جرى عليه وعلى أحبائه وأصحابه وفلذات كبده في صحراء كربلاء من أعمال وحشية، فإن وجدانه يهتز، ويتفطر قلبه حزن وألما ولا يمتلك إلا أن يذرف الدمعة حزنا على سبط الرسول، وكما قال الشاعر:

 

تبكيك عيني لا لأجل مثوبة لكنما عيني لأجلك باكيه 

ومن هنا، تجد أن كل من لديه حس إنساني وقد عرضت عليه تلك المصائب الجسام أو استمع إليها أو قرأها، فلا محالة سوف يغلبه البكاء وتسبقه الدمعة. قال الشاعر بولس سلامة:

 

أنا المسيحي أبكاني الحسين

           وقد شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي

بكيت حتى وسادي ضج من حرق 

وضح في قلمي إعوال منتحبٍ

3️⃣ثالثاً : وهذا البكاء أو الحزن على مصرع ابن بنت رسول الله بهذه الكيفية المفجعة والأليمة لا ينافي إيماننا بقضاء الله وقدره، واعتقادنا بأن هذا الأمر مكتوب في اللوح المحفوظ. ولا ينافي ذلك أيضا أن تشكل شهادة الإمام الحسين ، وذكراه سببا لعزة الأمة وقوتها، فنحن نذرف الدمعة القوية على الإمام الحسين ، لا الدمعة الضعيفة الخانعة. إن الدمعة التي تذرفها هي تعبير عن ولائنا وحبنا، وفي الوقت نفسه تملأ النفوس غضبة وحنق على الظالمين والمستكبرين. في العاطفة المثقفة والواعية والدمعة الهادفة هي التي تصنع العزة والقوة في واقعنا.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار