المقالات والبحوث

القرآن والدوافع المجتمعية ✍️ الشيخ عماد مجوت

القرآن والدوافع المجتمعية    ✍️ الشيخ عماد مجوت
المصدر: واحة - وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف

 القرآن والدوافع المجتمعية

 

✍️ الشيخ عماد مجوت

 

  زرع الإيجابية من متطلبات التأسيس للمجتمع الفاضل وهو ما يريد القرآن الكريم زرعه في النفوس للمساهمة في نشر المفاهيم ذات الواقع النفسي، والتي بدورها تنشر الإيجابية من جهة، وتدفع النفس نحو المساهمة في البناء المجتمعي من جهة أخرى، كما في قوله تعالى:﴿لَن تَنالُوا البِرَّ حَتّى تُنفِقوا مِمّا تُحِبّونَ وَما تُنفِقوا مِن شَيءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَليمٌ﴾[آل عمران: ٩٢]. حيث مفاهيم البر، والإنفاق، وما تحبه النفس، مفاهيم إيجابية يجد الإنسان لها قربا لنفسه، ولذا تكون دافعاً له للمساهمة في الإنفاق مما يحب، ويساهم أيضاً في تذويب الأنانية الشخصية في الكيان الإجتماعي، وهو دور تؤديه تلك المفاهيم لا يقل عن دور المؤسسات العامة.

 

#وهكذا في نشر دوافع المحبة التي تشيع روح الجماعة بعيداً عن التفكير الشخصي كما في قوله تعالى:﴿وَالَّذينَ تَبَوَّءُوا الدّارَ وَالإيمانَ مِن قَبلِهِم يُحِبّونَ مَن هاجَرَ إِلَيهِم وَلا يَجِدونَ في صُدورِهِم حاجَةً مِمّا أوتوا وَيُؤثِرونَ عَلى أَنفُسِهِم وَلَو كانَ بِهِم خَصاصَةٌ وَمَن يوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ﴾[الحشر: ٩]. فإن نشر مفاهيم مثل الإيثار والمحبة تجعل الإنسان يتعالى على أنانية النفس، بل أصبحت علاجا لبخل النفس والذي أتاح إشاعة المحبة بين مجتمع غير متناجس من ناحية الثقافة ليعزز بينهم روابط الألفة والمحبة.

 

#وهكذا في عنوان الأخوة والولاية بين المؤمنين كما في قوله تعالى:﴿إِنَّمَا المُؤمِنونَ إِخوَةٌ فَأَصلِحوا بَينَ أَخَوَيكُم وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُم تُرحَمونَ﴾[الحجرات: ١٠]. وقوله تعالى:﴿وَالمُؤمِنونَ وَالمُؤمِناتُ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ يَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقيمونَ الصَّلاةَ وَيُؤتونَ الزَّكاةَ وَيُطيعونَ اللَّهَ وَرَسولَهُ أُولئِكَ سَيَرحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزيزٌ حَكيمٌ﴾[التوبة: ٧١]. فهما يؤسسان للتقارب النفسي والمساهمة في المشاركة بين أفراد المجتمع في الإستشعار النفسي لحاجة المؤمنين الإجتماعية والسياسية والاقتصادية.

 

#وهذه الثقافة القرآنية ترسم لمن يريد أن يؤسس لمجتمع تتجلى فيه القيم الإنسانية، والسعادة المادية والمعنوية أنه لا بد أن يساهم في نشر دوافع البناء النفسي من خلال المفاهم ذات الواقع النفسي المنعكس على السلوك الخارجي للأفراد بما هم ضمن المجتمع، كما يشير إليه قوله تعالى: ﴿وَلَو أَنَّهُم أَقامُوا التَّوراةَ وَالإِنجيلَ وَما أُنزِلَ إِلَيهِم مِن رَبِّهِم لَأَكَلوا مِن فَوقِهِم وَمِن تَحتِ أَرجُلِهِم مِنهُم أُمَّةٌ مُقتَصِدَةٌ وَكَثيرٌ مِنهُم ساءَ ما يَعمَلونَ﴾[المائدة: ٦٦]، وهو ما تتجلى معه إستقامة الأفراد، وحصانة المجتمع : ﴿إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ لَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبِّهِم وَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ﴾[البقرة: ٢٧٧].

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار