المقالات والبحوث

عن أي ديمقراطية يتحدثون ؟ــــــ الشيخ حيدر اليعقوبي

عن أي ديمقراطية يتحدثون ؟ــــــ الشيخ حيدر اليعقوبي
المصدر: (واحة) وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

نسمع الكثير والكثير عن الديمقراطية والعمل الديمقراطي ، مع أن واقعنا نفسه لم يتغير ، مهما تعاقبت عليه الأنظمة ، واقع مؤسف ومرير ، يحكمه الظلم والجور والفساد مهما إختلفت الأسماء والمسميات .
شعوبنا اليوم صارت لا تطمح الا في الأمان وراحة البال والإستقرار المعيشي ولو بالحد الأدنى ..
وفوق ذلك كله تأتي إلينا الدول الأجنبية وتتدخل في بلادنا وتفرق بيننا وتدمرنا بحجة الديمقراطية والدفاع عن الديمقراطية ، وهي في الواقع تدافع عن مصالحها وسياساتها المتغطرسة .
نحن نريد الحرية والكرامة والعزة ، ونريد الحياة الآمنة المستقرة ، التي أرادها الله تعالى لنا ..
أكتب هذه الكلمات في يوم ١٥/ أيلول (سبتمبر) الذي يعتبرونه يوماً دولياً للديمقراطية التي يتحدثون عنها .
وسأبين هنا ملاحظتين مهمتين :
الأولى - ان الهدف المنشود من ترسيخ الديمقراطية ، كما يقولون ، يفترض ان يكون بناء دولة ومجتمع قائم على أساس الحرية والكرامة والعدل ، والرقي أو التكامل في المجالات الممكنة ..
فإذا لم تحقق الديمقراطية هكذا أمور ، فهذا يعني وجود خلل ما ، في المفهوم أو في التطبيق أو في أصل المبدأ الذي يتحدثون عنه .
الثانية - ان الدين الإسلامي لا يمنع عن حرية التعبير والإختيار وفق المصالح الواقعية والضوابط الحقيقية التي تنسجم وتتوافق مع مباديء الإسلام وأحكامه .
لكن العمل بالديمقراطية كنظام دولة ، فيه عدة إشكالات ومخالفات ، لا نريد الدخول في تفاصيلها ومناقشاتها .
واذا فرضها الواقع علينا ، فستكون الشعوب و الجماهير بحاجة الى وعي ونضج فكري وأخلاقي وسياسي ، لكي نتعامل معها ، وإلا فقد تكون نتائجها كارثية علينا ، اذا مارس الناس الديمقراطية بناء على أسس ومقدمات خاطئة أو مضللة ، خصوصاً مع ما نراه ونسمعه من كثرة النفاق والتضليل ، ومصادرة وسرقة الأصوات والحريات ..
يكفي أن نلاحظ كيف ان الديمقراطية التي يدعونها ، أنتجت ورسّخت الطبقية والرأسمالية والبرجوازية في بلادنا ، حيث يتسلط علينا من خلالها أصحاب النفوذ والقوة والسطوة ، ليزدادوا نفوذاً وقوة وسطوة ، على حساب الضعفاء والبسطاء من أمثالنا .
والله من ورائهم محيط ، وإن ربك لبالمرصاد ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار