المقالات والبحوث

???? العطاء الالهي ✍️ العلامة المفسر الشيخ عبدالله الجوادي الآملي.

???? العطاء الالهي   ✍️ العلامة المفسر الشيخ عبدالله الجوادي الآملي.
المصدر: واحة - وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

???? العطاء الالهي 

 

✍️ العلامة المفسر الشيخ عبدالله الجوادي الآملي.

 

 

من الجدير بنا أن نعلم بأن العطاء الإلهي ابتدائي، وحتى في الموارد التي يظهر فيها استحقاق الإنسان لحصوله على نعمة، بسبب قيامه بعمل ما، فإن هذا الاستحقاق يكون مسبوقاً أيضاً باللطف الإلهي ( وما بكم من نعمة فمن الله » (النحل -٥٣) فالله تعالى هو الذي أعطى ذلك الإنسان الهداية لذلك العمل والميل إليه، فلا ينبغي عليه القول حينئذ: «قال إنّما أوتيته، على علم عندي » (القصص-٧٨)، والذي يمثل منطق قارون، ومع أن الإنسان قد يقضي سنوات متمادية من التعب والمشقة في طلب العلم أو جمع المال، إلا أنه لا يجوز له أن يقول: أنا الذي تعبت حتى صرت عالماً أو مالكاً، بل ينبغي عليه القول: «قال هذا من فضل ربي ليبلون أشكر أم أكفر »(النمل -٤٠).

ومن هنا إذا بذل أحد جهداً، وتحمل تعباً ومشقة، وصار مستحقاً للحصول على نعمة جديدة، ينبغي عليه في سيره العلمي هذا أن ينظر إلى البداية، أي: لا يجوز له القول: أنا الذي عملت، فبلغت إلى ما بلغت إليه، بل ينبغي عليه القول: لقد غمرني لطف الله تعالى وشملني توفيقه سبحانه حتى نلت هذا الفيض، وفي الحقيقة فإنه تعالى هو الذي هداني لهذا. فبالنظر إلى الآية السابقة من سورة النحل يتضح لنا كلام الإمام السجاد الوارد في (الصحيفة السجادية)، والذي يقول فيه: «نعمك ابتداء ومنتك ابتداء»(الدعاء ٤٥)، أي: كل ما تتفضل به هو ابتداء منك، وليس من باب العقاب أو الثواب .

 

 

 مبادىء الأخلاق في القرآن ص١٠٧.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار