مقترحات منبرية بقلم الشيخ محمد الحميداوي
--------------------
المقترح الأول : ضرورة التركيز على الحديث الأخلاقي . إنًّ الحديث عن الأخلاق أبلغ كثيرًا من جميع الجوانب التي يمكن أن يتوافر عليها الخطيب في محاضرته بسبب :
1- غاية الدين وسبب البعثة تكمن في الأخلاق كما ورد في : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" , وأساس النفع يوم الورود على الله تعالى يتلخص ب (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾.
2- يتناغم الحديث الاخلاقي مع فطرة الانسان , ولا يجد الانسان - مهما تعنون بعناوين دنيوية ودينية- نفسه مستغنيًا عنه .
3- الخراب القيمي و الأخلاقي الملحوظ الذي بدأ يدّب في مجتمعنا .
4- يمكن الحديث عنها (أي الأخلاق ) من غالب الخطباء ولا يستدعي ذلك تخصصًا دقيقيًا منهم, بدلًا من تناول كثيرين منهم لمسائل تخصصية وهم غير ملميّن بها .
5- فعاليته يمكن أن تستوعب الطرفين: المرسل ( الخطيب ) ,المتلقي ( المستمع ) ومن ثم تؤثر فيهما معًا ,وبذلك تتحقق مقولة ( الواعظ المتعظ ) .
6- يفتح طريقًا مهيعًا لكل من الخطيب والمستمع الى تراث آل محمد –ع- الأخلاقي الذي يكاد يغيب عن منابرنا ( يذكر بعض أساتذتنا أنه سأل بعض الأفارقة المتشيعيين عن سر تشيعه فأجاب بسبب كتاب أخلاق أهل البيت –ع- للسيد محمد مهدي الصدر- رحمه الله- )!
حاشية
--------------
- يُعدُّ كتاب دروس في الأخلاق ,للمرحوم الشيخ علي المشكيني من الكتب القيمة في هذا المجال , فهو –رحمه الله- يعرض الموضوعات الاخلاقية ضمن عناوين رئيسة ثم يورد ما جاء في شأنها من حديث النبي واله الكرام –ع- دون أن يقحم آرائه الشخصية أو يُسقط عليها المباني الفلسفية التي لا يكاد يخلو منها كتاب أخلاقي في مزج واضح بين علم الأخلاق والتخلّق, حتى صار الواحد منا عند قراءة الكتب الأخلاقية التقليدية وكأنه أمام كتاب فلسفي أو منطقي أو كلامي !
يمكن للخطباء الأفاضل أن يطرحوا مضمون كل درس أخلاقي من الكتاب المتقدم أو أي كتاب أخلاقي آخر , على شكل محاضرة تقليدية كالتي تعارف سماعها أيام محرم الحرام .
- عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لنا ذات يوم: تجد الرجل لا يخطئ بلام ولا واو خطيبا مصقعا ولقلبه أشد ظلمة من الليل المظلم، وتجد الرجل لا يستطيع يعبر عما في قلبه بلسانه وقلبه يزهر كما يزهر المصباح.
الكافي - الشيخ الكليني - ج ٢ - الصفحة ٤٢٢