المقالات والبحوث

{{ سيد الوفاء قمر الوجود }} ⚫ سيدي يا سيد الوفاء ✍️ الشيخ الاستاذ عباس الناصري

{{   سيد الوفاء قمر الوجود  }}   ⚫ سيدي يا سيد الوفاء  ✍️ الشيخ الاستاذ عباس الناصري
المصدر: واحة - وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

{{ سيد الوفاء قمر الوجود }} 

 

⚫ سيدي يا سيد الوفاء

 

✍️ الشيخ الاستاذ عباس الناصري

 

 ⁃ ان مواقف سيدنا وامامنا العباس بن علي بن أبي طالب في كربلاء الإسلام ترمز إلى مفاهيم وقيم كثيرة جدا، لا يمكن اختزالها في مفردة من مفردات البطولة المتعارفة.

 

 

 ⁃ إلا اننا ومع هذا سنختار في هذه الكلمة المتواضعة مفردة شجعنا على اختيارها سعة معناها وشمولية أبعادها، ألا وهي (مفردة الوفاء)، لتكون تلك المواقف الكبيرة ميزانا لكل المبادئ والقيم، لا أن نتعامل معها -أي مفردة الوفاء- تعاملا قشريا ظاهريا، نلوكها بألسنتنا.

 

 

 ⁃ ومعنى ان يكون الوفاء ميزانا للقيم والمبادئ السامية هو ان يختبر الإنسان المؤمن الصادق نفسه على ضوئها، ولنكون عمليين أكثر نختار النماذج التالية لاختبار أنفسنا؛ ذلك لأننا نعتقد بأن افضل طريق لاصلاح النفس ودفعها باتجاه سلم التكامل تتمثل في أن يختبر ويتابع الإنسان قابلياته وملكاته، مبينين في ذات الوقت شيئا يسيرا من النماذج العملية لهذه الشخصية الإلهية الكبيرة:

 

 

 ⁃ ١- فمن أراد أن يختبر وفاءه لدينه وعقيدته، ما عليه إلا أن يقرأ ويراجع مواقف أبي الفضل عليه السلام في كربلاء الإسلام، وكيف تصدى عليه السلام لمواجهة الجماعة الأموية، الجائرة على الإسلام وقيمه النبيلة، وبذل كل ما يملكه من أخوة واعزة، وضحى بكفيه الكريمتين، بل بوجوده المقدس ونفسه الطاهرة من أجل نصرة الدين.

 

 

 ⁃ ٢- ومن أراد أن يختبر وفاءه لقيادته الدينية، والتزامه بتوجيهاتها، ما عليه إلا أن يتأمل في طاعة ذلك المجاهد بين يدي سيده ومولاه الحسين عليه السلام في كل حدث من احداث كربلاء، من دون أن يناقش او يعترض أو يجتهد في مقابل رؤية القيادة الإلهية.

 

 

 ⁃ ٣- ومن أراد أن يتعرف على الوفاء بما هو قيمة أخلاقية من قيم الأخوة الحميمة، ما عليه إلا أن يلاحظ وبدقة كيف تعامل ابو الفضل مع أخيه الحسين عليهما السلام، وكيف كان أدبه العالي مع أخيه الأكبر، حيث انه عليه السلام وعلى الرغم من كونه الشخصية الثانية في كربلاء من الناحية القيادية، إلا أننا لا نجد له موقفا واحدا منافيا لحق الأخوة.

 

 

 ⁃ وبعد كل هذا فلا عجب اذا سمعنا سيد الشهداء عليه السلام وهو يقول لحظة استشهاد سيد الوفاء أبي الفضل صلوات الله وسلامه عليه :((الآن أنكسر ظهري وقلت حيلتي وشمت بي عدوي)).

 

 

 ⁃ ومن كل هذا يتبين لنا أن ما قام به أبو الفضل عليه السلام يوم عاشوراء ليست مواقف ارتجالية أو لا أساس لها، وإذا خلد التاريخ هذه الشخصية الإلهية، فليس باختيار منه، وإنما هو وجود الهي مقدس فرض نفسه بقوة عقيدته ومبادئه الكبيرة. 

 

 

 ⁃ الشيخ الاستاذ عباس الناصري"دام عزه

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار