المقالات والبحوث

وثائقيات كربلائية! ✍️ ام حوراء النداف

وثائقيات كربلائية!   ✍️ ام حوراء النداف
المصدر: واحة - وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

وثائقيات كربلائية! 

 

✍️ ام حوراء النداف 

 

بمعية رفيقة دربه وبصمة سمعه وبصره، كامرته العزيزة، بدأ مسيرته الاربعينيه سيرا على الاقدام.  

لم يكن هاويا لتصوير  اللقطات النادرة والمشاهد المؤثرة،  بل كان يسعى لتوثيق ما هو اهم من ذلك بالنسبة إليه! 

وهو مستوى وعي الناس وفهمهم لثورة كربلاء العظيمة وغاياتها الجليلة. حلمه هو ان تتحول الزيارة الاربعينية الى دورة تدريبية على مفاهيم عاشوراء التوحيدية التعبدية،  لينسلخ المسلم الموالي شيئا فشيئا عن اي تبعية فكرية أو اجتماعية تتعارض مع تلك المبادئ. 

وسيلته هو ان يطوف على المواكب ويتنقل بين صفوف الزائرين الكرام عارضا بضاعته عله يجد من يشتريها! 

سؤال واحد يختاره بدقة وعناية في كل عام لاستقراء  الواقع! 

مثلا في  العام الماضي كان يسأل الناس: "لو ان صاحب الزمان ظهر وطلب منك ان تتخلى عن زيارة الاربعين،  فما هو جوابك؟" 

وقد تباينت الاجوبة كثيرا لكن استوقفه جواب شاب يافع تسارعت الدموع الى عينيه: " بأبي هو وامي انا طوع امره،  وهل خروجي إلا لمرضاة الله ومرضاته، فإن أمرني بالترك سأترك فورا دون تردد،  في عاشوراء كان كبار القوم لايأتون بأمر من قول او فعل إلا بأذن الامام الحسين عليه السلام،  ونحن ان شاء الله على اثرهم"

ثم ازداد نحيبه وهو  يردد اللهم عجل لوليك الفرج.. اللهم عجل لوليك الفرج.... 

وفي عام آخر سأل الزائرين الكرام: "لو ان الامام صاحب الزمان طلب منك ان تتخلى عن عشيرتك لانهم من اعدائه فماذا ستفعل؟ "

وكان سؤالا صادما باعتبار ان المجتمع العراقي غالبيته مجتمع عشائري،  والعشيرة هي هوية وانتماء بالنسبة للكثيرين، عوضا عن ان يكون الاسلام هويتهم وانتمائهم! 

استغرق الامر وقتا طويلا حتى وقع على مقصده وجواب سؤاله عند صاحب موكب كبير: "اترى هؤلاء  الزائرين،  هؤلاء هم عشيرتي واهلي وإليهم انتمائي الواقعي، ما نفع العشيرة ان كانت مخالفة لامرصاحب الزمان!" وبعد برهة

وجيزة اضاف" احلى لقب اضيفه الى اسمي هو كربلائي، حسيني،  زائر،  خادم"

سؤاله لهذا العام كان كاشف عن نوايا اصحاب المواكب، حسب ظنه، وهل انهم يرون في انفسهم شأن او فضل لاقامة الموكب وخدمة الزائرين؟

وقد بدا ان غالبية اصحاب المواكب متفقين على مبدأ الخدمة بتواضع شديد لزوار سيد الشهداء ولا فضل لهم في شيء،  بل ان السعادة تغمرهم لانهم ضمن ركب الخدمة الحسينية،  مع ذلك برزت حالة مميزة تنبأ عن وعي صاحبها، عندما اجاب عن سؤال معتاد : "من صاحب الموكب؟" اجاب " صاحب الموكب يسكن كربلاء وانا خادمه بأمركم!" 

نكران الذات من سمات  العاشورائيي المتفانين في محبة اهل البيت.

مضى مبتهجا بماعثر عليه من كنوز وهو يحدث نفسه: 

"هذه الكنوز وغيرها الكثير هي مما ادخرها الحق سبحانه لنصرة وليه القائم بأمره،  وكل عام تزداد لمعانا لانها تزداد صقلا في عاشوراء!"

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار