المقالات والبحوث

زيارة الاربعين.. نصر عظيم رغم التحديات ✍️ ام منتظر الكاظمي

زيارة الاربعين.. نصر عظيم رغم  التحديات   ✍️  ام منتظر الكاظمي
المصدر: واحة - وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

زيارة الاربعين.. نصر عظيم رغم التحديات 

 

✍️ ام منتظر الكاظمي

 

 

تعتبر زيارة الاربعين من أهم الزيارات المخصوصة التي أكد عليها ائمتنا الطاهرون (ع) للامام الحسين (ع) حيث وردت روايات عديدة تبين فضل هذه الزيارة . فقد روى النوري عن زرارة بن أعين عن أبي عبد الله الصادق (ع) إنه قال : (إن السماء بكت على الحسين اربعين صباحا بالدم , والارض بكت عليه أربعين صباحا بالسواد , والشمس بكت عليه أربعين صباحا , وما أختضبت امراة منا ولا ادهنت ولا اكتحلت ولا رجلت حتى اتانا راس عبيد الله بن زياد وما زلنا في عبرة من بعده)

وعن الامام العسكري (ع):( علامات المؤمن خمس : الجهر بسم الله الرحمن الرحيم , وصلاة احدى وخمسين وزيارة الاربعين والتختم باليمين وتعفير الجبين ) وغيرها من الروايات

وها هي زيارة الاربعين تُحيا من قبل المسلمين الشيعة كل سنة ونرى فيها الامواج الهائلة من الزوار المتدفقين على أرض كربلاء المقدسة في رحلات تبلغ اياما ولمسافات طويلة وشاقة . وبذلك لاتخرج زيارة الاربعين من كونها مصداقاحقيقيا وعمليا على الوفاء للدماء التي سالت على ارض التضحية والفداء ارض كربلاء المقدسة , فالاستمرار باحياء هذه الشعيرة هو استمرار الاقرار لما قدمه الامام الحسين (ع) من تضحيات وخدمة جليلة للانسانية برمتها .

والشعائر الحسينية ومنها زيارة الاربعين هي من شعائر الله التي جاء الحث على تعظيمها في القران الكريم , وهكذا فان محبي الحسين (ع) يعظمون شعائره ليصبحوا من المتقين كما قال الله تعالى : (ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب ) الحج 32

نعم فالاية الشريفة توافرت على جملة شرطية شرطها تعظيم شعائر الله وجوابها او جزاؤها هو تقوى القلوب .وبالتالي عدم تعظيم هذه الشعائر وتوهينها وتضعيفها وابراز حالات السلب فيها تعبر عن ظلمة القلوب ومرض النفس وابتعادها عن الله تعالى . وهذا ماحدث في حالات شاذة ونادرة صدرت من شذاذ الافاق وجهلة البهائم وسفلة الانسانية الذين لم يحترموا مشاعر الاسلام والتشيع بل عبروا عن همجية انسانية , فالانسان بطبيعته يُكرم الضيف ويحترمه فكيف بضيوف وزوار ابي عبد الله ع ؟!!!

ذلك ان هذه الزيارة كما وكيفا وصلت الاوج من حيث اعداد الزوار من داخل وخارج العراق وهذا ما اثار حفيظة المبغضين والحاقدين حيث عملت الجيوش الالكترونية وبشكل ممنهج على توهين وتضعيف هذه الزيارة فعملوا على محاربتها والوقوف ضدها , ونحن نقرأ في الدعاء الوارد عن الامام الصادق (ع):(اللهم ان اعداءنا عابوا علينا خروجهم , فلم ينههم ذلك عن الشخوص الينا ) ,فنراهم مرة يطالبون بتحديد اعداد الزوار , ومرة يطالبون بالاستفادة المادية من هذه الاعداد , ومرة اخرى يوظفون مقاطع لبعض خدام الحسين ع من اجل اثارة النعرات وستر شمس الاربعين بغربال الحقد والدناءة .وللاسف نرى البعض القليل ممن أنجر معهم في هذه الحملة ويتكلم بما ينشروه ويشجع على مايقولوه , فهو ينصرهم ويسنادهم من حيث لايعلم او يعلم , وفي كل ذلك توهين وتضعيف وتشهير بشعائر الله وهذا من مصاديق الحرب والضد لآل محمد (ع), وقد ورد عن المعصوم (ع) في الزيارة :(سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم )

فمصداق المؤمن الحقيقي والمتشيّع الحسيني أنه سلم كامل وتام لزوار الحسين ع , يخدمهم ويتشرف بهم حبا وقربة لله ولآل محمد ع , لا أنه يسير كسير البهائم اتباع كل ناعق ويقتفي اثر الهمج الرعاع , ويتأثر بفضائيات العداء والمكر لشيعة اهل البيت (ع). هذا ورغم ان هذه حالات قليلة لكنها تحز بالنفس ولذا على جميع الجهات القانونية والدينية والعشائرية التصدي لهؤلاء الشرذمة الذين حاولوا تعكير صفو الزيارة والتأثير على ذلك الفتح العظيم والانتصار الحسيني الكبير الذي جسده الملايين والملايين من الخدام والموالين والمضحين والمتفانين.

الحمد لله انتهت الزيارة وبفتح حسيني عظيم وخسر وفشل كل اولئك ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)

....

نسأل الله تعالى ان نكون من الذين يخدمون الامام الحسين ع وزواره بكل اطيافهم وقومياتهم حبا وكرامة ووفاءً لتلك الدماء الزاكيات التي صنعت تاريخ المجد والخلود.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار