المقالات والبحوث

الاهتمام حاجة نفسية ✍️ الشيخ عماد مجوت

الاهتمام حاجة نفسية  ✍️ الشيخ عماد مجوت
المصدر: واحة - وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

الاهتمام حاجة نفسية

 

✍️ الشيخ عماد مجوت

 

 

 

الحاجات النفسية حاجات مشتركة بين الناس يشعر بها الكبير والصغير والرجل والمرأة والرئيس والمرؤوس على حد سواء.

 

#وهذه الحاجة قد يلتفت إليها الإنسان عندما يرى طبيعة الحركات التي يؤديها الأطفال أو نوع الألوان التي يلبسها الكبار أو طريقة الكلام أو الألفاظ التي يستعملونها، #وما يجمع الجميع أنها وسائل إلفات لاشعار الغير الاهتمام به, والالتفات إليه، مما يكشف أنها حاجة نفسية يريد تأمينها.

 

#والاهتمام الذي يصنفه علم النفس ضمن الحالات الايجابية التي وإن كان المقابل له أي التجاهل أو اللا مبالاة يكون علاجاً في بعض الأحيان ولكن على العموم الاهتمام حاجة نفسية ايجابية تبدأ من سن الطفولة ولا تنتهي حتى في آخر لحظة من عمر الإنسان.

 

#ومقابلة تلك الحاجة النفسية بإظهار و إبداء الاهتمام به واقعاً يبعث فيه طاقة إيجابية يجدها في نفسه؛ إذ أنها تتجسد بصورة ايحائية له بأنه محبوب وأنه محل احترام وتقدير وهما مما يسعى كل إنسان لتحصيله.

 

#وما شخصه علم النفس أمر واقعي لا يمكن إنكاره، #ومن هنا كان الإسلام مهتماً اهتماماً كبيراً في توفير وسائل وصور إظهار الاهتمام بالإنسان ككل وإن جعل لكل حال أو مقام صورته الخاصة منه.

 

#والفارق بين الدين وغيره في هذه المسألة أن الدين يعتبرها من الضروريات التطبيقية وإن نظر لها وفصل صورها وطرقها، وكان النبي ﴿صلى الله عليه وآله وسلم﴾ في جميع علاقاته مع الآخرين يبدي تجاههم اهتماماً خاصاً, #فهو يتعامل مع الأطفال بما يزرع في نفوسهم أنهم مساوون للكبار ولائقون بمحادثة النبي ﴿صلى الله عليه وآله وسلم﴾، فكان يقول : ﴿ من كان عنده صبي فليتصاب له ﴾. وسائل الشيعة ج٢١ص٤٨٦

 

 ويقول ﴿صلى الله عليه وآله وسلم﴾ :﴿خمس لا أدعهن حتى الممات : ... والتسليم على الصبيان لتكون سنة من بعدي.﴾. وسائل الشيعة ج١٢ص٦٢.

 

#وكان من اهتمامه بالشباب ﴿صلى الله عليه وآله وسلم﴾ أنه إذا ألتقي واحداً منهم سأله ثلاثة أسئلة ﴿ عن أسمه وعمله وهل هو متزوج ﴾. ولعلها أكثر ثلاث مسائل مهمة في حياة الشاب ، 

 

#وأما اهتمامه بالنساء ﴿صلى الله عليه وآله وسلم﴾ فمن ذلك قوله لحادي الابل:" يا أنجشة ؟ ؟ [1] رفقا بالقوارير " .  [1] المجازات النبوية : الشريف الرضي  ج: ١ ص٣٠. #والقوارير جمع قارورة : "وهي ما قر فيه الشراب ونحوه سواء كان من الزجاج أو من غيره ، وقيل مخصوص بالزجاج ويجب حمله هنا على ما كان من الزجاج لأنه الذي يشينه أدنى خدش ، ويغشيه أرق مس". فأي إهتمام يبدى بمثل هذه الألفاظ!!

#وعن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ : " الْبَنَاتُ حَسَنَاتٌ ، وَ الْبَنُونَ نِعْمَةٌ ، فَإِنَّمَا يُثَابُ عَلَى الْحَسَنَاتِ ، وَ يُسْأَلُ عَنِ النِّعْمَةِ "الكافي : 6 / 6.

 

#وكذلك أعطى القرآن الكريم لمسألة الاهتمام مساحة كبيرة ابتداءً من الاهتمام الشخصي حتى عاتب من يعرض بوجهه ولو عن أعمى لا يشاهد ذلك كما في قصة أبن أم مكتوم في قوله تعالى:﴿عَبَسَ وَتَوَلّى * أَن جاءَهُ الأَعمى * وَما يُدريكَ لَعَلَّهُ يَزَّكّى * أَو يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكرى * أَمّا مَنِ استَغنى * فَأَنتَ لَهُ تَصَدّى * وَما عَلَيكَ أَلّا يَزَّكّى * وَأَمّا مَن جاءَكَ يَسعى * وَهُوَ يَخشى * فَأَنتَ عَنهُ تَلَهّى﴾ [عبس: ١-١٠]. وانتهاء بالمسائل الكبيرة حتى لو كان القرار مرتبطاً بالنبي ﴿صلى الله عليه وآله وسلم﴾ كما في مسألة المشاورة :﴿فَبِما رَحمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُم وَلَو كُنتَ فَظًّا غَليظَ القَلبِ لَانفَضّوا مِن حَولِكَ فَاعفُ عَنهُم وَاستَغفِر لَهُم وَشاوِرهُم فِي الأَمرِ فَإِذا عَزَمتَ فَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلينَ﴾ [آل عمران: ١٥٩]. ولعل تصوير الاهتمام وابداء التقدير والاحترام لهم واضح، 

 

#ومن هنا كان الشخص الناجح هو الذي يظهر اهتمامه بالآخرين ، والمجتمع الصالح هو المجتمع الذي يبدي اهتمامه بافراده، فالأب الناجح من يولي كل فرد من أسرته اهتماما يناسبه ، والزوجة المثالية هي من تجعل لكل واحد من أفراد أسرتها اهتماما يناسبه والابن الصالح من يجعل لوالديه أبلغ الاهتمام خصوصا مع تقدم العمر بهما .

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار