أخبار اسلامية

مفخرة التشيع الشيخ الاعظم مرتضى الانصاري اعلى الله مقامه الشريف...

مفخرة التشيع الشيخ الاعظم مرتضى الانصاري اعلى الله مقامه الشريف...
المصدر: واحة - وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

مفخرة التشيع الشيخ الاعظم مرتضى الانصاري اعلى الله مقامه الشريف...

 

كان الشيخ الأنصاري متعبداً كثير الفضائل والكرامات، كما كان مقتصداً في مأكله ومشربه وملبسه باسط اليد على الفقراء والمحتاجين، أرسل الكثير من خالص ماله إلى خراسان في فكاك من يأسره التركمان في طريق خراسان من الزائرين ، لم يأنس بكل هذا العطاء إلا سرًّا ولم يَرَ لنفسه فضلاً ولا فخرًا في إيصال الحقوق إلى أهلها ، فقد قال له أحد أصحابه: "إنك مبالغ في إيصال الحقوق إلى أهلها" فأجابه: "ليس لي بذلك فخر ولا كرامة ، إذ من شأن كلِّ عامي وسوقة أن يؤدِّي الأمانات إلى أهلها ، وهذه حقوق الفقراء أمانة عندي" .

 

أما عن تراثه العلمي فقد ترك للإسلام والمسلمين ثروة كبيرة من مؤلفاته في مجالات دينية مختلفة، منها "الرسائل" في الأصول، و"المكاسب" في الفقه، فأمَّا كتاب الرسائل فسُمِّيَ بذلك لاحتوائه على خمس رسائل في الأصول يعوِّل عليها الأصوليون من الإمامية في كل مكان، وهي: حجية الظن، وأصل البراءة، والاستصحاب، ورسالة التعادل والتراجيح، ورسالة الإجماع، وقد طبعت مرارًا في كتاب يحمل اسم "الفرائد"، ويُعدُّ هذا الكتاب أساسًا في علم الأصول الحديثة عند الشيعة، استدرك الشيخ فيه على من تقدمه في جملة من مسائل الأصول المهمة، وتبعه فيها من تأخر عنه وحقق مسائله، وصارت نظرياته قدوة لمن بعده، كما جُمعت كتب عديدة من بحوثه في الأصول انتفع بها العلماء قديمًا وحديثًا .

 

وبالإضافة إلى ذلك ألَّف كتبًا في الطهارة والصوم والزكاة والخُمْس على وجه البسط، وكتاب الصلاة وكتاب أصول الفقه، إلى جانب عدة رسائل في الرضاع والتقية والعدالة والقضاء عن الميت، وفي المواسعة والمضايقة، كما أرسى قاعدة "من ملك شيئاً ملك الاقرار به"، ونفي الضرر والضرار، وغير ذلك من المؤلفات.

 

أصبحت مصنفاته مدار حركة التدريس في حياته وبعد مماته، ويعتبر الشيخ مرتضى الأنصاري الرائد الأول للتجديد العلمي في مجالي الفقه والأصول في العصر الأخير، وإليه يعود الفضل في قيام النهضة العلمية الأخيرة في النجف الأشرف، حيث حوَت كتبه في الأصول والفقه من الدقائق العجيبة والتحقيقات الغريبة ما جعل فَهْم مراده دليلاً على النبوغ، الأمر الذي يدل على عِظَم أفكاره الصائبة في تهذيب القواعد العلمية وتحرير المسائل الفقهية والأصولية، وتفريغها في قوالب متينة رصينة قد لا تشبه أوضاعها السابقة.

 

وبعد حياة ملؤها العلم والتقوى والورع توفي الشيخ مرتضى الأنصاري بداره في محلة الحويش بالنجف الأشرف في منتصف ليلة السبت لثمانية عشرة خلون من جمادي الثانية سنة 1281هـ ، وغُسِّل على ساحل بحر النجف غربي البلد، ونُصبت له خيمة هناك هي أول خيمة نصبت في هذا الشأن ، وتوافد الناس بجميع طبقاتهم من كل مكان لتشييع جثمانه الطاهر حتى اتصل السواد من سور النجف إلى ساحل البحر ، ولم يكن له قرابة وجيه في البلد سوى تقاه وعلمه الجم الذي أضاء النجف الأشرف، وكان عقبه بنتين لا ولد له ، ودُفن يوم السبت في دكة الحجرة التي دُفن بها الشيخ حسين نجف والشيخ محسن خنفر العفكاوي عن يسار الداخل إلى صحن أمير المؤمنين (عليه السلام)من الباب القبلي المعروف بباب السوق الصغير

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار