المقالات والبحوث

لماذا تأخير دولة العدل الى اخر الزمان اليس الله قادر على كل شيء؟ بقلم السيد علاء الموسوي

لماذا تأخير دولة العدل الى اخر الزمان اليس الله قادر على كل شيء؟    بقلم السيد علاء الموسوي
المصدر: واحة - وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

لماذا تأخير دولة العدل الى اخر الزمان اليس الله قادر على كل شيء؟

 

بقلم السيد علاء الموسوي

 

 

هذا من الاسئلة المهمة المتعلقة بالقضية المهدوية وله عدة اجابات:

 

١- ان ارادة السماء تعلقت بحصول الاسباب بمسبباتها وكل امر له زمان واوان بمعنى ان كماله ونضجه متوقف على الوقت كما هو الحال في المولود والاشجار وغيرها من الموجودات وهذا لا يضر ثبوت القدرة المطلقة لله تعالى ونظير ذلك قوله تعالى:(إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام).

 

٢- ان تحقق دولة العدل الالهي خارجًا له طريقين لا ثالث لهما احدهما : الطريق الاعجازي وثانيهما: الطريق الطبيعي واذا انتفى احدهما ثبت الاخر بالضرورة والدعوى ان الطريق الاعجازي في تحقيق دولة العدل الالهي لا يمكن الالتزام به وذلك لاسباب:

أ- سلوك الطريق الاعجازي في تحقيق دولة العدل قهر واجبار ينافي الاختيار والحال ان ان الاختيار اصل لا يمكن التنازل عنه.

ب- ان سلوك الطريق الاعجازي يلزم منه نسبة العجز اليه تعالى عن خلق الانسان الذي يستطيع دون الاعجاز ان يصل الى الغرض الباعث للخلقة وهو تحقيق النهاية السعيدة للبشرية وهذا محال في حقه سبحانه وتعالى.

ج- ان سلوك الطريق الاعجازي لتحقيق دولة العدل يلزم منه العبثية المنافية للحكمة وذلك لان الفجائع والفظائع التي ارتكبت منذ خلق البشرية الى اليوم ذهبت هدرا ومن دون فائدة والحكمة تقتضي عدم تاخير الاعجاز لتفاديها لذا ففي التأخير مفسدة عظيمة بقدر الظلم الذي حصل تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

د- ان سلوك الطريق الاعجازي لو تم فعلا وتنزلنا عن جميع الاشكالات اعلاه فينبغي ان يتم مع من هو اشرف واعلى رتبة من الامام صاحب العصر والزمان وهو جده النبي الأكرم (صلى الله عليه واله) او ابائه علي والحسنان صلوات الله عليهم اجمعين، سيما وهم احب خلق الله اليه واصحاب الكساء الذي لا مثيل ولا نظير لهم في عالم الوجود لا في ابائهم ولا في ذراريهم وهذا مسلم عند الامامية ايدهم الله تعالى.

 

ومع انتفاء الطريق الاعجازي يلزم ثبوت الطريق الطبيعي :

وهو ان البشرية ينبغي ان تتطور شيئًا فشيئا عبر قانون تلازم الاجيال الذي ذكره الشهيد الصدر (قده) اي استفادة الجيل اللاحق من تجارب الجيل السابق مضافًا الى عون الشرائع السماوية حتى تتكامل ادراكاتها وملكاتها ومعارفها الامر الذي يجعلها تنشد طريق الخلاص الذي يرفع عنها اعباء الظلم والانحراف وتطلب دولة عدل تحقق النهاية السعيدة للبشرية بقطع النظر عن ايدلوجية ومعتقدات الطالب والمطلوب، وبحسب فهمي ان هذا النظام (السير التدريجي) يعد من اهم السنن الالهية الجارية في نظام عالم التكوين والتشريع الا ترى ان الشرائع بدات بتعاليم بسيطة حتى تكاملت بشريعة تستوعب الزمان والمكان والحاجة البشرية والنظم الاجتماعية على تنوعها واختلافها وهي الشريعة المحمدية وكذا الانبياء الذي بدات سلسلتهم بالنبي ادم عليه السلام ثم تكاملوا بالنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) حبيب الله ورسوله وحجته على الخلائق والناس اجمعين وهكذا تجد كل نظام عالم التكوين والتشريع خاضع لنظرية التدريجية في تحصيل الاغراض .

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار