الشيخ الصفار: القرآن انفتاح على الله دون وسائط 

قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن الغرض من التأكيد على تلاوة القرآن في جميع أوساط الأمة جاء لتعزيز حالة الانفتاح المباشر على الله سبحانه وتوثيق الصلة بين العبد وربه، وبين الانسان والمصدر الأساس لدينه. 

وتابع: لقد ابتليت الديانات السابقة بوجود طبقة من الكهنة الذين عملوا على ايجاد حاجز فاصل بين الناس وربهم، لكن الإسلام فتح باب التواصل المباشر بين العباد وربهم، ودعاهم لقراءة وحيه ورسالته. 

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 9 رمضان 1444هـ الموافق 31 مارس 2023م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: لماذا نقرأ القرآن؟ 

وأوضح سماحته أن القراءة الأفضل للقرآن الكريم التي ينبغي للإنسان أن يتطلع إليها ويتمثلها هي قراءة التفاعل والوعي، حتى يستفيد ويأخذ بأعلى حد يمكنه من بركات القرآن. 

وأبان أن تلاوة القرآن درجات ومراتب، فهناك من يقرأ القرآن تعبدًا ولا يلتفت إلى مضامينه ومعانيه، إما لضعف وعيه وإدراكه، أو لغفلته، لكنه حين يقرأ بقصد التقرب والثواب فسيشمله الله بفضله. 

لماذا التأكيد على التلاوة؟ 

وأشار إلى أن من آثار التأكيد على تلاوة القرآن في جميع أوساط الأمة حماية وجوده وضمان حفظه وصيانته. 

وتابع: لقد تعرضت الكتب السماوية السابقة للضياع والتغيير والتحريف، وأراد الله تعالى للقرآن الكريم الحفظ والاستمرارية. 

وأضاف: "لعل من أبرز الوسائل التي حفظ الله تعالى بها القرآن، هذا التداول المكثّف له بين المسلمين، حيث توارثته أجيال الأمة بالتواتر منذ أن تلقّاه المسلمون من رسول الله". 

جمع القرآن 

وعن قضية جمع القرآن قال سماحته أن القرآن الكريم جمع على عهد رسول الله وتحت اشرافه، كما تؤكد ذلك الحقائق وتؤيده روايات أهل البيت (ع). 

وتابع: أما الروايات المتداولة عن جمع القرآن على يد الخلفاء بعد رسول الله (ص) فهي مليئة بالثغرات، كما أشار إلى ذلك بعض أعلام أهل السنة. 

أهمية تلاوة القرآن 

وبيّن أن النصوص الدينية تؤكد على أهمية تلاوة القرآن، والتدبر في آياته، كقوله تعالى: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ}، و{وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}، و{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ}.  

وتابع: كما وردت أحاديث كثيرة عن النبي (ص) والأئمة (ع) تحث على المواظبة والاكثار من تلاوة القرآن في مختلف الأحوال والظروف. 

وقال إن تلاوة القرآن حق تلاوته تكون باتباع توجيهاته والعمل بأحكامه، وفهم معانيه. 

وأوضح أن القرآن رسالة الله للناس أجمعين منذ نزوله إلى قيام يوم الدين. 

ولفت إلى أن القرآن كتاب مفتوح للجميع، وأنه "ليس كتابًا تخصصيًا لا تستفيد منه إلا نخبة من أهل الاختصاص". 

وتابع: "وليس كتابًا معنيًا بمجال محدد لا يهتم به غير المعنيين بذلك المجال، ومضامينه ليست موجهة لطبقة أو جماعة معينة ليكون الاهتمام به في حدودها". 

وأضاف: "كما لا يختص خطابه بعصر من العصور أو ظرف من الظروف فتنتهي أغراضه بانتهائها".