المقالات والبحوث

مسيرةُ العاشقين ✍???? صفية الجيزاني

مسيرةُ العاشقين  ✍???? صفية الجيزاني
المصدر: واحة - وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

مسيرةُ العاشقين

 

✍???? صفية الجيزاني

 

 

حدثٌ تاريخي أذهلَ العالمَ وحيّرهم، حيثُ تتجهُ القلوبُ والارواحُ قبلَ الاجسادِ الى قبلةِ العاشقين، وهم يحملون على عاتقهم أسمى معاني الحبِّ والولاءِ والتضحيةِ والفداءِ.

وعلى الرغمِ منْ تقادمِ السنين إلّا أنَّ هذا الحدث العظيم يزدادُ رونقاً وتألقاً، كيفَ لا والمقصود والمعشوق هو سيّد الشهداء وأبو الاحرارِ الإمام الحُسين (عليه السلام ) الذي ضحّى بكلِّ شيءٍ منْ اجلِ إعلاءِ كلمةِ لا اله الا الله، ومنْ اجلِ استمرارِ الرسالةِ المحمدية؛ لذلك كتبَ الله (تعالى) لنهضتهِ أنْ تكونَ خالدةً وحاضرةً على واجهةِ التاريخِ مهما كثرتْ وتفاقمَتْ احداثهُ.

يبدأ العاشقون مسيرتهم الى معشوقهم الحُسين (عليه السلام)، حيثُ تتجددُ فيهم الذكرياتُ المفجعةُ لما حدثَ في طفِّ كربلاء، فترتسمُ امامهم صورةُ حرقِ الخيامِ، وصياحِ الاطفالِ، وسبي النساءِ.

في الاربعينيةِ يتجددُ العهدُ معَ أهلِ البيتِ الابرارِ ومعَ النهضةِ الحسينيةِ التي اطاحتْ بكلِّ العروشِ الظالمةِ والمتغطرسة.

هي مسيرةٌ تلتهبُ فيها شعلةُ العشقِ الحسيني في قلوبِ الوالهين.

انطلقتْ هذه الجموعُ المليونية لتعلنَ عنْ ولائها ووفائها ولتوقظَ الضمائرَ الميتةَ منْ سباتها، فتطرّزَ للتاريخِ أعظمَ دروسِ العطاءِ والسخاءِ.

في هذه المسيرةِ ترى العجائبَ، ترى كهولاً وشباباً، اطفالاً ونساءً يمشون وهم يحملون راياتِ الفخرِ والعزِّ، ويتحدّون كلَّ المصاعبِ، رغم طولِ المسافاتِ لا يشعرون بتعبِ وعناءِ الطريقِ، وكأنَّ ارواحهم حلّقَتْ في السماءِ توقاً لرؤيةِ قبابِ المعشوقِ.

هي لوحةٌ تعجزُ العقولُ عنْ وصفها، رسمتها الارادةُ الإلهيةُ، فتجسدتْ فيها أروع صورِ الكرمِ والايثارِ.

فلا تسمعُ غير صيحاتٍ تُلبي نداء: ألا منْ ناصر ينصرنا، فتعلو اصواتها: لبيك يا حسين.

ومن عجائبَ هذه المسيرة أنَّكَ ترى مواكبَ العشقِ على طولِ الطريقِ وهي تقدمُ كلَّ ما لديها لخدمةِ الزائرين، فتراهم يتوسلون بالزائرين ويقنعونهم بكلِّ الوسائلِ لقبولِ الضيافةِ والخدمةِ، ضربوا بذلك أروعَ الامثلةِ والدروسِ في الايثارِ والعطاءِ والتواضعِ، فاستحقوا بذلك شرفَ حملِ وسامِ خدمة سيّد الشهداء .

ومهما حاولنا أنْ نصفَ هذه المسيرةَ ونتحدثَ عنها، فإنّا نعجزُ عنْ ذلك، لأنها مسيرةٌ نحوَ الكمالِ. 

هي مسيرةُ العاشقين الى نبراسِ الثائرين ابي الاحرار وسيد الشهداء الإمام الحُسين (عليه السلام) والحسينُ

خالدٌ لا يموتُ.

 

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار